وصف الطريق هذا واضح فهو يسير من فيد نحو الغرب بميل نحو الشمال ، فيمرّ بقرية أبضة التي لا تزال معروفة ثم يمر بالهضبات التي وصفها وهي تعرف الآن باسم جبل (أبو روادف) ، وهذا يبعد عن أبضة في الجنوب الشرقي بنحو عشرين كيلا مع أنه قدر المسافة بثلاثة أميال ونصف ولكن يلاحظ أنه في أول الكلام قال : (وأمياله بالميل الأول) أي ليس بالميل المعروف ، ويظهر أن الميل الأول أطول من الميل المعروف ويتضح هذا من تقديره للمسافات في هذا الطريق ، كما هنا حيث يقارب الميل خمسة أكيال ، بينما هو في الميل الذي قدرت به مسافات طريق زبيدة كيلان اثنان وخمس كيل ، وقد ينقص يسيرا.
ولا بد أن الطريق ترك منهل توز على يساره متجها صوب الأخرجة الذي يسمى هذا الطريق باسمه ، والأخرجة هذه تبعد عن فيد سبعة وعشرين ميلا ونصف ميل ، ويلاحظ الفرق بين الأميال ، والأخرجة على ما جاء في «معجم البلدان» ماء على متن الطريق الأول عن يسار سميراء ولا شك أن المقصود بكلمة يسار لمن جاء من مكة ، أما المصعد فإنها تكون يمينه كما يتضح من منازل الطريق التي بعده فكلها تدع طريق الحج الكوفي على اليسار حين الاتجاه إلى المدينة كما يتضح فيما بعد.
ولم يرد في كتاب «المناسك» تحديد لموقع الأخرجة ، ويظهر أن تحديدها والكلام عليها ساقط من النسخة الخطية ، ولكنني أتصورها غرب توز في وادي العقيلة شمال وادي جبل واردات غير بعيدة عنه.
كما أن المسافة بين الأخرجة وبين غمر مرزوق لم تحدّد في كتاب «المناسك» ، غير أن الطريق على ما وصف في هذا الكتاب يجزع وادي