ثم انقطع وجفت الاعشاب ، فصار الحجاج إذا نزلوا حفروا حفائر يخرج منها ماء ردىء إذا بات في القرب ليلة أنتن ، فاغاث الله العباد بهذه البئر ، وخرج ماؤها عذبا ـ ثم أضاف الجزيريّ : قد أعاد الله ذلك الماء الجاري ، والاقصاب والنخيل على أحسن عادة ، ولم يحفر أهل الركب الآن شيئا من الحفائر ، ولا أدركنا ذلك ، والبئر المذكورة لا وجود لها ، وأما تغير الماء بالسرعة ، فهو باق على حاله ، وذلك بواسطة ما يكدره من المنابت. إنتهى.
وذكر أن مجرى عيون القصب داخل الوادي يسمى المغيسل (١). وأن مضيق عيون القصب يسمى القرقف تحت الحدرة (٢) ، وأن دركها باسم فينان بن عتيق بن داود بن رسال من السريرات من بني عقبة ، وأن بمحطة الركب من عيون القصب قبر الشيخ إبراهيم بن موسى الأبناسي توفى سنة ٨٠٢ ودفن على ممرّ الحاج. وقد ترجمه المقريزي في «درر العقود الفريدة ، فى تراجم الأعيان المفيدة» (٣).
وقال السيد كبريت (٤) : عيون القصب ، وهي مقصبة ينتهى إليها ماء من عين جارية من مسافة طويلة ، على نخيل باسقة ، وأشجار متناسقة ، قد يؤتى منها بأثمار فتباع على الركب ، وقد انقطع ذلك لانقطاع عوائد العرب من صلات السلطنة ، فلذلك ارتفعت العرب ، وصار الوادي مخيفا ، وماؤه في غاية العذوبة ، يجري من بين القصب الفارسيّ من أعلى صخرة ثمّة ، على ظهر الوادي بمقدار ميل ، ثم يغور في الرمل ، وزعم بعضهم أنه ثقيل سريع التعفن ، يكره الإكثار منه قال الحافظ ابن حجر في كتاب «إنباء الغمر» : في سنة ٨٣٤ حفرت
__________________
(١) ص ٥٠٩.
(٢) : ٥١١.
(٣) ٢ : ٥١٣
(٤): «رحلة الشتاء والصيف» ص ١٨.