فجلسنا فى صفاء حولها |
|
وظفرنا عندها بالارب |
وتشوّقنا لشاد مطرب |
|
يتغنّى بعيون القصب |
ورأينا مجاورا لتلك العيون ، نسوة من العرب يوصفن بحسن العيون ، ويتعاجبن بظفائر الشّعور ، فيمتعن من عقل الحبّ كلّ الشعور ، كأنّهنّ أقمار ، أو كأنما نبتت في وجناتهن الازهار ، فكان قطع المفاوز والاوعار كالتّنزّهات في الرياض والازهار. قال الشاعر في بدوية اسمها ساكتة :
بروحى أفدى ظبية بدويّة |
|
لها وجنة فيها الأزاهير نابته |
إذا رمت منها أن تكلّمنى غدت |
|
تكلّمنى ألحاظها وهى ساكته |
ـ ومدة السير إليها أربع ساعات وثلاث من الدرج (١).
وقال ابن فضل الله العمريّ (٢) : عيون القصب عيون سارحة ضعيفة المنبع ، ينبت عليها القصب ، وماؤها لا يستطاب وإن كان عذبا. انتهى وقال الجزيريّ عنها (٣) : والبحر الملح قريب منها وربما ترسو عليها الزعائم لبيع الغلال على أهل الركب وغير ذلك في الغالب ، وماؤها المورود خارج عن الوادي ، جار على نخيل وخضروات ، وقصب فارسيّ وشجر من المقل (٤) ، وهو سريع التغير إلى العفونة ، يصلح للغسل والاستعمال. ثم نقل عن «السلوك» للمقريزيّ أنه في سنة ٨٣٤ حفر القاضي عبد الباسط زين الدين ناظر الجيوش في القاهرة بئرا بعيون القصب عمّ النفع بها. وقال المقريزيّ : أدركت بعيون القصب يخرج من بين الجبلين ماء يسيح على وجه الارض ، ويرتفع حتى يجاوز قامة الرجل في عرض كبير ، فإذا نزل الحجاج أقاموا يومهم على هذا الماء ،
__________________
(١) الساعة ١٥ درجة.
(٢) «درر الفوائد» ٤٥٠.
(٣) «درر الفوائد» ٥١٢.
(٤) المقل : الدوم.