بعيون القصب بئر عظيمة فعظم النفع بها ، وكانت عيون القصب تجري من واد عظيم ينبت فيه القصب الفارسيّ ويجري الماء من بين تلك الغابات ، وكان للحجاج به رفق ، بحيث يبيتون به ليلة ، ثم غمرت تلك العيون ، وصاروا يقنعون بالحفائر ، فأشار ناظر الجيش لما حج بحفر البئر فخرج ماؤها عذبا فراتا. انتهى. وقد أجرى الله عوائد برّه وعاد الماء إلى مجاريه. انتهى كلام السيد كبريت.
ووصفها فلبي (١) ـ لما زارها سنة ١٩٥١ ـ فقال ما تعريبه : سرنا من قرية الخريبة بحذاء الضفة الشمالية في الوادي فوق أرض صخرية ، حتى وصلنا بساتين نخل عينونة ، بعد أقل من عشر دقائق ـ المسافة بين ٢ و ٣ أميال ـ ويبدو أن عينونة كانت ذات أهمية مرموقة ، إذ تقع في مركز (استراتيجي) يمتد على شكل شريط رفيع من الارض ، ويقطعه الوادي ، عبر مجرى من الصخور الجيرية ، ومن هذا المجرى تتفرع جميع الطرق المؤدية إلى السهل والتي تنفذ إلى البحر ، أما جدول الماء الجاري الذي يأتى من منطقة مخيمنا (على بعد نحو ٣ أميال من الخريبة) فلا يصل إلى أبعد من الارض الرملية الشاسعة في الوادي المقابلة للبحر ، من سلسلة المرتفعات ، ووجدت عند كتف الضفة اليمنى خرائب قرية كبيرة تمتد نحو ٥٠٠ ياردة ، على طول قمة الصخور الجيرية في عرض ٢٥٠ ياردة وهناك خرائب أخرى تدعى مغاير الكفّار ، وهذه تقع على ضفتي الوادي على مسافة تقرب من ميل واحد عن النخيل ، وهي على الضفة اليمنى في موقع مساحته ٥٠٠ ياردة طولا في عرض ١٠٠ ياردة ، وفوقها صخور تشكل سدّا طبيعيا للوادي ، لا يزيد ارتفاعه عن بضعة
__________________
(١) «أرض الأنبياء» ٣٢٢.