(٩)
اهتمام النبي (ص) والمسلمين بالقرآن
وهل يمكن لأحد من المسلمين إنكار إهتمام
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقرآن؟!
لقد كان حريصاً على نشر سور القرآن بين
المسلمين بمجرد نزولها ، مؤكداً عليهم حفظها ودراستها وتعلّمها ، مبيناً لهم فضل
ذلك وثوابه وفوائده في الدنيا والآخرة.
فحثّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
وترغيبه بحفظ القرآن في الصدور والقراطيس ونحوها ، وأمره بتعليمه وتعلّمه رجالاً
ونساءً وأطفالاً ، مما ثبت بالضرورة بحيث لا يبقى مجال لإنكار المنكر وجدال
المكابر.
وأمّا المسلمون ، فقد كانت الدواعي
لديهم لحفظ القرآن والعناية به متوفّرة ، ولذا كانوا يقدّمونه على غيره في ذلك ،
لأنّه معجزة النبوة الخالدة ومرجعهم في الأحكام الشرعيّة والامور الدينيّة ، فكيف
يتصور سقوط شيء منه والحال هذه؟!
نعم ، قد يقال : إنّه كما كانت الدواعي
متوفّرة لحفظ القرآن وضبطه وحراسته ، كذلك كانت الدواعي متوفّرة على تحريفه
وتغييره من قبل المنافقين وأعداء الإسلام والمسلمين ، الذين خابت ظنونهم في أن
يأتوا بمثله أو بمثل عشر سور منه أو أية من أياته.
ولكن لا مجال لهذا الاحتمال بعد تأييد
الله سبحانه المسلمين في العناية والإهتمام بالقرآن ، وتعهّده بحفظه بحيث ( لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ).