له علماً بادياً ، وآية محكمة ، تزجر عنه أو تدعو إليه ... » (١).
فهذه الكلمات البليغة وأمثالها تنصّ على أنّ الله تعالى جعل القرآن الكريم نوراً يستضاء به ، ومنهاجاً يعمل على وفقه ، وحكماً بين العباد ، ومرجعاً في المشكلات ، ودليلاً عند الحيرة ، ومتبعاً عند الفتنة.
وكل ذلك يقتضي أن يكون ما بأيدينا من القرآن هو نفس القرآن الذي نزل على الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعرفه أمير المؤمنين وسائر الأئمّة والصحابة والمسلمون أجمعون.
القسم السادس
الأحاديث التي تتضمن تمسّك الأئمة
من أهل البيت بمختلف الآيات القرآنية المباركة
وروى المحدّثون من الإماميّة أحاديث متكاثرة جدّاً عن الأئمّة الطاهرين تتضمن تمسّكهم بمختلف الآيات عند المناظرين وفي كل بحث من البحوث ، سواء في العقائد أو الأحكام أو المواعظ والحكم والأمثال ، كما لا يخفى على من راجع كتبهم الحديثيّة وغيرها ، وعلى رأسها كتاب ( الكافي ).
فهم عليهمالسلام تمسّكوا بالآيات القرآنية « في كل باب على ما يوافق القرآن الموجود عندنا ، حتى في الموارد التي فيها آحاد من الروايات التحريف ، وهذا أحسن شاهد على أنّ المراد في كثير من روايات التحريف من قولهم عليهمالسلام كذا نزل هو التفسير بحسب التنزيل في مقابل البطن والتأويل » (٢).
__________________
(١) نفس المصدر ٢٦٥ | ١٨٣.
(٢) الميزان في تفسير القرآن ١٢ : ١١١.