باسم المعارض ـ!
فاختلف الحاضرين ، منهم من يقول : قرّبوا يكتب لكم النبي كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر!
فلما أكثروا ذلك عنده صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لهم : قوموا عنّي (١).
وليس نحن الآن بصدد محاسبة هذا الرجل على كلامه هذا الذي غيّر مجرى التأريخ ، وحال دون ما أراده الله والرسول لهذه الامة من الخير والصلاح والرشاد ، إلى يوم القيامة ، حتى أنّ ابن عباس كان يقول ـ فيما يروى عنه ـ :
« يوم الخميس وما يوم الخميس » ثم يبكي (٢).
وكان رضي الله عنه يقول :
« إنّ الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين كتابه » (٣).
وإنّما نريد الإستشهاد بقوله : « إن عندنا القرآن ، حسبنا كتاب الله » الصريح في وجود القرآن عندهم مدوّناً مجموعاً حينذاك ، ويدل على ذلك أنّه لم يعترض عليه أحد ـ لا من القائلين قرّبوا يكتب لكم النبي كتاباً ، ولا من غيرهم ـ بأنّ سور القرآن وآياته متفرقة مبثوثة ، وبهذا تم لعمر بن الخطاب والقائلين مقالته ما أرادوا من الحيلولة بينه صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين كتابة الكتاب.
__________________
(١) راجع جميع الصحاح والمسانيد والتواريخ والسير وكتب الكلام ، تجد القضية باختلاف ألفاظها وأسانيدها.
(٢) صحيح البخاري ٢ : ١١٨.
(٣) نفس المصدر ج ١ كتاب العلم ، باب كتابة العلم.