٢٩١ ـ / أبو الثناء (أ) محمود بن جامع العليماتي (٥١٩ ـ ٦٢٧ ه)
أبو الثناء محمود بن جامع بن مجلّي بن مساور البغدادي الأصل ، يعرف بالعليماتي (١) كان يطوف بالخرز على النساء في الأزقة ، وتركه (ب) وصار يعظ على المقابر. أخبرني أنه ولد بميّافارقين ، ولم يعرف زمن ولادته ، وذكر أنه لمّا قتل أتابك زنكي (٢) كان له اثنان وعشرون سنة (ت). وكان إذا سئل عن سنّه ، يقول : مائة سنة ، ولا يحقق ذلك. وإنّما ذكرته لأن له ذكرا بإربل.
أنشدني لبعضهم : (الوافر)
حبيبي ما يفارقك الرّقيب (ث) |
|
وما لي منك يا أملي نصيب |
وما تخلو فأخلو (ج) معك يوما |
|
فأشكو من عتابك ما يطيب |
إذا كان المحبّ قليل حظ |
|
فما حسناته إلّا ذنوب |
وأنشدني ، قال : سمعت البيهقي الواعظ ، علي بن محمد (٣) في مجلس وعظه بالموصل ينشد : (الوافر).
أيا لله ما تخفي البيوت |
|
وإن حسن التجمل والسّكوت |
قال : وكان في مجلسه من أكابر الموصل خلق فخلعوا (ح) ما عليهم من الملبوس ، فقال : «صدقة السرّ تطفىء غضب الرب» (خ) ، فخلع إنسان من بني مهاجر (٤) أو غيرهم ـ كما قال ـ ما كان عليه ، فاجتمع من ذلك ما حمله جماعة الى منزله ، قال : فلمّا : أفتقد ذلك وجد في ملبوس (د) المهاجرى أو غيره ، كيس فيه ستون دينارا ، فقال البيهقي لا بدّ من السؤال عنه ، فأنفذ الى صاحبه فسأله عن ذلك ، فقال / ألست القائل «صدقة السرّ تطفىء غضب الرب؟» فأنا فعلت ذلك لذلك. هذا معنى كلامه ، وأكثر اللفظ لي (ذ).
وأنشدنا ، وذكر معه حكاية مصنوعة لبعضهم : (المنسرح)