حدثنا سليمان بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن إبراهيم (د) ، حدثني محمد بن محمد (٩) الجرجاني ، قال : حدثنا عينية (ذ) بن عبد العزيز اليماني (١٠) باليمن ، قال حدثنا محمد بن عبد الله (١١) البلوى ، حدثنا محمد بن صالح بن النطّاح (١٢) ، قال : حدثنا أبو عبيدة (ر) معمر بن المثنى (١٣) عن عوانة بن الحكم (١٤) ، قال : دخل كثيّر عزّة (١٥) عائدا فقعد عند رأسه (ز) فلم يكلمه لشدة ما به ، فأطرق مليّا ثم التفت إلى جلسائه ، فقال : كان بحرا زاخرا ، وغيما ماطرا. ولقد كان هطل السّحاب / حلو الخطاب ، قريب الميعاد ، صعب القياد ، إن سئل جاد ، وإن جاد عاد ، وأن حبا عمّر ، وإن أبتلى صبر ، وأن فوخر فخر ، وإن صارع برز ، وإن جني عليه غفر. سبط البنان ، جريء الجنان ، في الشرف القديم ، والفرع الكريم ، والحسب الصميم. يبذل عطاءه. ويرفد جلساءه ، ويرهب أعداءه.» ففتح طلحة (١٦) عينيه ، فقال : ويحك ما كثير ما تقول. فقال : (الكامل)
يا ابن الذّوائب من خزاعة (١٧) والّذي |
|
لبس المكارم وارتدى بنجاد |
حلّت بساحتك الوفود (س) من الورى |
|
فكانّما كانوا على ميعاد |
لنعود سيّدنا وسيّد غيرنا |
|
ليت التشكّي كان بالعوّاد |
قال : فاستوى جالسا ، وأمر له بعطيّة سنيّة ، وقال : هي لك إن عشت في كل سنة. أخذ قوله : «فكأنما كانوا على ميعاد» من قول الأسود بن يعفر (١٨) : (الكامل)
جرت الرّياح على محلّ ديارهم |
|
فكانّما كانوا على ميعاد |
سمع أبا الوقت الصوفي (ش) ، وأبا زرعة طاهر بن محمد بن طاهر (١٩) غيرهما ، وعدة (ص) مشايخ ، وله إجازات كثيرة.
٢٣٢ ـ ابن شحانه الحرّاني (٥٨٩ ـ ٦٤٣ ه)
هو أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن بركات بن شحانه بن هبة الله (١) ،