الفصل التاسع والعشرون
فى بيان الذى يتحصل من الأموال المصرية
أقر قانون السلطان سليم فى مصر أنه فى مكالمة السلطان مع الولاة المصريين يحصل أربعمائة وسبعين كيس من الأموال المصرية ، ويخرج معه عند السلطان كل يوم ألف عملة للتصدق على الفقراء ، ويكون مجموعه السنوى تسعون كيس وبخلاف ذلك يأتى إلى مصر كل سنة على سبيل الهدايا مقدار خزينة من المجوهرات والهدايا القيمة التى توزع على الفقراء ، كما يحصل أيضا خزنتين من الأموال سنويا ، وعندما كان الفقير إلى الله (١) فى مصر أيام وزارة الكتخدا إبراهيم باشا أمر بتحصيل ثلاث خزائن لمصر ، وكان الوزير الأعظم كوپرلى دده أحمد فاضل باشا هو حامى تلك الخزائن القادمة من الأستانة ، وعندما ظهر الطاعون فى مصر أعطيت التطعيمات تسع مرات فى ثلاثة شهور فى إحدى القرى ، وفى النهاية لم يعمّر هذا الرجل ولكنه كان مثال الكرم مثل حاتم الطائى ـ رحمهالله ـ ، وتصرف أحد الخزائن الثلاث على الطعام ، والإثنتان الباقيتان تبقيان له.
الفصل الثالث والثلاثون
فى بيان الخزينة التى يحصلها وزير مصر
للأغوات أصحاب المراتب الثلاث والعشرين
إذا ما كان الكتخدا رجلا بصيرا بالأمور مدبرا فإنه يحصل ألف كيس من المال ، أما إذا كان غير أهل لذلك فإنه يفتح فمه للهواء ويحصل من المدينة وما حولها خمسمائة كيس فقط ، وعندما كان الفقير إلى الله (٢) فى مصر كان الوزير الأعظم بها درويش محمد باشا وأخبرنى بأنه أثناء وزارته لمصر جمع منها خمسمائة كيس من المال. وتحصيل خزنتين من المال لكل من أمين الديوان والكاتب والكتخدا والخزينه دار وأغا الرسائل وأغا دمياط وأغا السويس وأغا رشيد وأغا الإسكندرية وأغا بنى سويف وأغوات المنيا ومنفلوط وجرجا يحصل لهم جميعا خزنتان كما يحصل خزنتان أخريان لغير الأغوات ، والخمس أغوات من العبيد السود.
__________________
(١ ، ٢) يقصد المؤلف نفسه.