على الدواب والإبل ويسير بجانب هذا الموكب ثلاثة آلاف من البربر فى أيديهم العصى ينبهون الفلاحين بعدم إشعال النيران فى ذلك اليوم. حتى أن مفلسى أغوات الباشا الوالى كانوا يحلفون قائلين : «لقد خرجت بثلاثة إحتياطى وأحدهم يقول لقد خرجت بستة إحتياطى» ثم يسير بعدهم موكب البارود ، وبينما هم سائرون ينبهون الأهالى بخطورة البارود الأسود وأنه مثل البلاء الأسود إذا انفجر ، ثم يعبر رئيس عمال الذخيرة بخلعة فاخرة وحوله خمسين غلام من خواصه ، وتدق الطبول أثناء سير الموكب ، وعندما يصل الموكب إلى بولاق تملأ السفن ومن هناك إلى رشيد ومن رشيد إلى الإسكندرية ثم يحمل البارود على السفن المسماة قادرجه ، ويأخذ القبطان الحجة لمسيره بالبارود وبذلك يكون الخلاص ، وهذا أيضا أحد خزائن مصر والسلام.
الفصل الرابع والعشرون
فى متحصلات شيخ مصر والستة والأربعين قاض فى ولاية مصر
فى زماننا هذا يتم تحصيل أموال زائدة ، حيث يحصل لمولا مصر سنويا ثلاثمائة كيس وهذا مقام القضاة ، ثم يأتى بعده قاضى مكة ثم قاضى إستانبول وهذا طبقا لما جاء فى قانون السلطان محمد خان.
الفصل الخامس والعشرون
فى بيان خزينة مصر من أوقاف السلاطين الماضية
وأوقاف الوزراء وأعيان وأشراف القضاة
عندما فتح السلطان سليم مصر كان خيره بك وزيرا عليها ، وكمال باشا زاده أحمد افندى قاضى العسكر بها. وتحرر بقلم الغزالى فى سجل مصر الخاقانى أن مصر كان بها سبعة وسبعين ألف وقف لله تعالى ، يعمل على إدارتها إثنى عشر ألف موظف ويؤمر كل قاض يأتى إلى مصر بأمر السلطان بالتفتيش وعمل فحص لتلك الأوقاف ويبلغ أدنى حد للأوقاف فى السنة الواحدة ما بين مائة وألف قطعة ذهبية ، ولتلك الأوقاف قرى وأرزاق وأفدنة مرتبة يعمل عليها مديرون ، كما يوجد لها أموال أميرية ، وعلى ما سجله الغزالى فإن تلك القرى تحصل لمصر ثلاث خزائن وهذا مسطور فى دفتر خانه مصر.