ويعين معهم ستة مدافع سلطانية ، وفرقة من المدفعية ورئيس فرقة الذخيرة وفرقة من سائقى عربات المدافع ، وبذلك يكون جملة المكلفين بتلك الرحلة خمسة آلاف رجل مسلح مع خدامهم ، وخمسة آلاف تاجر وهؤلاء يذهبون مسلحين لأنه يوجد مضيق ضيق ومخيف غاية فى الخطورة يطلقون عليه مضيق العقبة.
وذات مرة قام العربان بحصار جند أزلم هناك وقتل منهم بأسنة الرماح عدة مئات ويذهب هؤلاء الجنود فى تمام التسلح والانضباط حيث يجلبون الأموال الزائدة ، وفى حالة عدم وصول هؤلاء الجند إلى الحجاج. فمن المؤكد أن الحجاج لن يصلوا إلى مصر بأمن وسلام. هذا بالإضافة إلى أن التجار يجلبون ألفين أو ثلاثة آلاف حمل بعير من الفول والشعير والبقسماط والزيت والعسل والأرز والدقيق ، بل حتى لبن العصفور يأتون به معهم ، كما يجلبون معهم مائة جمل محمل بمياه النيل كهدايا.
ويرسل كل شخص إلى أصدقائه عدة آلاف علبة من سكر النبات والحلويات والزلابية والزبادى. لذلك يعتبر لقاء الحجاج بجنود «أزلم» كعودة الروح إلى الجسد الهامد نظرا لأن جملتهم يكونوا منهكين وضعفاء ، وفيهم المرضى والعجزة من عناء السفر ، وإبلهم وخدمهم منهكين أيضا.
وعندما يقوم الأشخاص بإعلام الباشا الوالى بفائدة الجند فى الرحلة للحجاج. يتم التنبيه على كافة التجار والجمالين وكان يهتم غاية الاهتمام بزيادة عدد الجند.
وعندما صدر الفرمان بخروج هؤلاء الجنود المكلفين بالخروج للرحلة ، خرج الموكب فى اليوم الخامس والعشرين من شهر ذى الحجة إلى القصر وهو موكب يتكون من خمسة آلاف جندى من الجند المنتقاة. ويخرجون فى حضرة الباشا الوالى فرقة فرقة وهم يعزفون ويبتهلون ، ثم يحضر سبعون سردارا وكتخدا وجملة أصحاب المناصب العليا فى حضرة الباشا الوالى ، الذى ينعم عليهم بالخلع السلطانية ويوصيهم باحترام الحجاج المسلمين ، ثم يخرج الموكب من القصر على دقات الطبول ، ثم تجتمع كل فرقة مع كافة الجنود ويطلق عليهم حينئذ «موكب الفرح».