الموكب السادس عشر
وصول حملة المشاعل والعكامين
من القاهرة إلى بلبيس فى ثمانى ساعات
وادعاؤهم ـ فى ديوان مصر القاهرة ـ
أن المحمل الشريف لهم يحملونه مع علماء مصر
وبعد مرور هؤلاء يسمع صوت مرتفع صادر عن عدد عظيم من الجند من سمعة ركع على ركبتيه وقد استولت عليه الدهشة فينبع من كبده النجيع وتنهمر الدموع من عينه مثل «جيحون» ، ويرتفع صوت الطبول والدفوف والأبواق إلى عنان السماء ، أما أصحاب هذا الصوت فيأتون رويدا رويدا بينهم عكامون وخيامون لخدمة سبعين ألف حاج ويقول جمع غفير بينهم (الله ينصر السلطان ، إن شاء الله بالسلامة) ويمضون وهم يوحدون الله.
إن الإنسان لتأخذه الدهشة والعجب للصوت الحزين لهذه الطائفة. ويمرون حاملين المشاعل على أكتافهم وهم مبتهجون وبينهم اثنى عشر من رؤساء حملة المشاعل لقادة الأوجاقات السبعة وأمير الحج ومحافظ القلعة ورؤساء السقائين وهم يحكمون مصر القاهرة وهم قادة عدة آلاف من حملة المشاعل ولهم السيطرة على جميع من يحملون المشاعل ويقولون إن سلسلتهم تنتهى إلى عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ وهم أصحاب امتيازات عظيمة وهؤلاء الرؤساء الإثنا عشر يخرجون من باب الناصر بالقاهرة ، ويبلغون بلبيس فى أربع وعشرين ساعة ويمرون بالمحكمة ويطلبون الحجة الشرعية ، ولا يتوقفون قط ، ويغادر بلبيس ألف رجل ويعودون فيجدوا الحجة قد كتبت ، وبعد الوداع يمضون إلى القاهرة ، وعندما يبلغونها تكون بعض جيادهم قد نفقت.
وعندما يدخل حملة المشاعل هؤلاء القاهرة وقت العصر فاليوم يوم للغبطة والفرحة فيدقون الدفوف قائلين : «الحمد لله بالسلامة» ويدخلون من باب الناصر فى صخب وضجيج حتى يصلوا إلى رئيس شطار قصر الباشا فيخلع الباشا عليه خلعة فاخرة وبمقتضى الفرمان الشريف يصبح رئيسا للمشعلجية ، ويوليه رئاسة المحمل الشريف ويصبح مبعوث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويرقى الجميع إلى قادة وضباط.