ولا أجراس ولا أبواق ، وعندما يمرون لكل منهم أسلوبه فى التوحيد تنشق مرائر الناس ويبلغ منهم العجب مبلغه وفى هذا اليوم يغمر النور طرقات مدينة القاهرة وأسواقها.
ثم يأتى الدور على دراويش طريقة عمر الروشنى وطريقة الشيخ إبراهيم اليلشنى وهم كذلك بلا طبول ولا دفوف ولا يرفعون أصواتهم ، وعليهم خرقتهم وقد لفوا على رءوسهم الشيلان الكشميرية واللاهورية والبهارية ويمرون يذكرون الله ومعهم شيخهم چلبى أفندى على صهوة جواده رافعين الأعلام.
وعندما يقترب دراويش الطريقة البكتاشية من معسكر الإنكشارية الذى يتولى مهمة رعاية المحمل الشريف يمضى مائتان من الصوفية وعليهم خرقتهم البيضاء النظيفة وهم حفاة الأقدام حاسرو الرءوس وعليهم اثنتا عشرة علامة رمزا للأئمة الإثنى عشر والأئمة الراشدين وهم على وعمر وعثمان وأبو بكر العتيق وعليهم ندوب جراح عشقهم لشهداء كربلاء وعلى أذرعهم وصدورهم جراح لمقتل الحسين ، وأجسامهم قوية وعيونهم مكتحلة ، وصدورهم عارية ويمضون موكبا من الدراويش مرددين اسم الله ، وبعدهم تمر أطفالهم يحملون العمد وعندما يمرون خلال السوق ينشدون أبياتا وقصائد فى مدح النبى صلىاللهعليهوسلم والخلفاء الأربعة ـ رضوان الله عليهم ـ فينشدون :
أصبح قبلة أهل الصفا وجه محمد |
|
أصبح محراب أرباب القلوب حاجب محمد |
حلقة سلسلة الجنون فى رقبتى |
|
من حب ذؤابة محمد ذات العبق |
ويرددون ذلك الشعر فى عشق المصطفى صلىاللهعليهوسلم وهم مارّون.