كل منهم يوحد الله حسب مراسم طريقتهم القديمة ، وهم كذلك يقرعون الطبول والدفوف ويدقون الأجراس وينفخون فى الأبواق وهم فى حالة من النشوة والجذب.
بعدهم يمضى دراويش الطريقة اليمنية وهم مجاذيب يمضون حفاة عراة حاملين السيوف والطبر والعمد والترس وسيوفا من خشب ، ولهم أعلام مختلفة ولكنى لم أسمع توحيدهم.
ويمضى بعدهم أصحاب الطريقة الفنائية ومعظمهم ممزق القميص حافى القدم حاسر الرأس وبعضهم يلبس خرقة من صوف تزن الواحدة منها أربعين أوقية أو أكثر وبها جيوب متنوعة فمأكولاتهم ومشروباتهم وأباريق قهوتهم وبنهم وتبغهم وكل ما يحتاجون إليه يحملونه فى هذه الجيوب وكأن الواحد منهم حجرة متنقلة. ومعظمهم دراويش معدمون ينامون حيثما شاءوا ولا يملكون الدانق ، وفيهم من لهم ألف رقعة فى خرقتهم.
وبعضهم يمضون وعلى رءوسهم آنية مائلة ويحملون الطبر والرمح المذهب والعصى المزينة ووضعوا على رءوسهم عمائم الفنائية ذات الذوائب كأنها حمل بعير وقد ازدانت بالخرز وعلى أوساطهم جلد منقوش عليه حزام مزين بأحجار ذات ألوان.
وقد أعجبت بنفخ صوفية العجم فى أبواقهم ومن الحق قولنا إن الاستمتاع إلى نافخى الأبواق من اليمن ينفخ الروح الأبدية فيمن يلقى السمع إليه.
ويمضى دراويش الفارضية والشاهينية والجيوشية والجهينية واليسوية وهم ينشدون قصائد () (١) والأشعار العربية.
وهذه الطرق سالفة الذكر خاصة بمصر ، ولم تكن لها الشهرة فى بلاد أخرى.
وبعد ذلك يمر دراويش الطريقة الخلوتية وهم يذكرون الله فى رعاية للتقاليد والمراسم الخلوتية ، وبعدهم دراويش الطريقة الخواجه كانية أى الطريقة النقشبندية التى ينتهى نسبها إلى سيدنا أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ ومعظم دراويشها من الأوزبك وهم ينطقون بالتوحيد فى تضرع وخشوع رافعين راياتهم ، ولكن ليس لهم طبول ولا دفوف
__________________
(١) بياض فى الأصل.