المعونات إلى جدة فى بحر السويس ويذهب النصف الآخر فى معيّة أمير الحج ويقومون على حراسة قواده ويبقون فى مكة. وثمة خمسمائة جندى آخرون يسمونهم بالسبعين (يتمشلى) وهؤلاء كذلك يذهبون ويعودون مع أمير الحج وعندما لا يكون أمير الحج حاضرا ثم يظهر أثناء عزف الموسيقى فالجند الذين فى قره ميدان ينقسمون طائفتين ويصطفّ العزب فى جانب والإنكشارية فى جانب آخر لأداء التحية ، وفى جانب سباهية الأوجاقات السبعة وهم فى ثيابهم المزركشة وعلى خيولهم الفارهة مدججين بالسلاح ينتظرون تحية أمير الحج.
أما أمير الحج فيمضى بين الصفين فى موكب ويلوح بالسلام إلى الجانبين وتعزف الموسيقى العسكرية فينزل الباشا إلى السرادق ويتقدم جميع البكوات ويجلس أمامهم ، ثم تطلق المدافع تحية ويطوفون بعلم رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمحمل الشريف على الجمال فى ذلك الميدان ثم يتقدم أمير الحج إلى الباشا وعندما يقولون للباشا إن أمير الحج جاء وكل الجند والموكب فى انتظار تشريفه ، ينضم الباشا إلى الموكب ويمضى أغوات واجب الرعايا فى المقدمة مشيا ، أما رؤساء البوابين فعلى الجياد مع خدامهم وعلى رءوسهم العمامة البريشانى مع جاويشية السلام وكتخدا البوابين ورئيس التراجمة ورئيس المتفرقة وكتخدا الجاويشية وهم جميعا على جيادهم ، ثم يمضى الباشا يرتدى قباء فرو السمور وعمامته المعروفة ب «سليمى» وخلفه السلحدار والجوقدار وهم بسراويلهم وخفافهم الخاصة بهم مع أربعة وعشرين من أغوات الداخل أصحاب المراتب وهم على جيادهم ويحملون سيوفهم.
ينزل الباشا فى سرادقه المزين فى قره ميدان وعندئذ يصطف له عامة الجاويشية وعندما يجلس فى مكانه يبدأ أمير الحج بتقبيل يده ويجلس هو الآخر فى مكانه ، وبعد أن يتجاذب معه أطراف الحديث يدعو الباشا بقية الأعيان لمجلسه ، وعندما يسأل الباشا أمير الحج عما إذا كان قد أخذ كلّ نفقاته ونفقات صرر شرفاء مكة المكرمة وغير ذلك من نفقات يجيب أمير الحج قائلا : تسلمتها كاملة غير منقوصة ، وعندئذ يأمر الباشا المولا افندى قائلا اكتب ذلك فى السجلات ويطرح الباشا السؤال ثلاثة على القواد المكلفين برعاية الحج عن أخذهم المهمات والمأكولات والمشروبات والجمال والبغال