والقواد والجاويشية وحاملى الأعلام وحاملى الطبر والقلجدار والأعيان والأشراف رؤساء سقائى قافلة الحج يزينون رءوس الجمال وتصبح وكأنها التنانين ذات الرءوس السبعة وتزدحم ساحة قره ميدان براكبى الهجين من الحجازيين والناس يطوفون بجمالهم.
ويزين كل جمل بما يزيد على خمسين علما منقوشا والمحفات المزخرفة والهوادج وتطوف فى الميدان وينفخ فى الأبواق وتقرع الطبول فى أرجاء الميدان وتخرج الكسوة السوداء المزينة فى قره ميدان ، ثم يقدم القاضى عسكر أفندى ونوابه الأربعة والعشرون وكل أتباعه وعلى رأس كل منهم العمامة المعروفة ب «عرفى» ويجلس قاضى العسكر بجانب الباشا فى صدر سرادق الباشا المزين وينتظرون كلمة أمير الحج ثم يأتى عدة آلاف من أتباع سيدى () (١) الساداتى فى موكب حاملين اللواء النبوى الشريف وتأتى مواكب قاضى العسكر والشيوخ والأئمة والخطباء وشيوخ البكرية والساداتية وينزلون فى سرادق الباشا ويجلسون خلف القاضى عسكر ويكتظ قره ميدان بجند الأوجاقات السبعة. ثم :
موكب أمير الحج باشا
على الرغم من أنه من أمراء مصر القاهرة إلا أن له طوغان وبدو الصحراء يسمونه «سلطان البر» ويصرف له من قبل السلطان ستة وثلاثون كيسا نفقة السفر. ولأمير الحج قرى عظيمة الخيرات خاصة به ، ويتحصل له كذلك منها أربعون كيسا ، وله علوفة سنوية من ديوان مصر قدرها اثنى عشر كيسا.
وحقيقة الحال أن أمير الحج له مرموق المكانة فى مصر حتى إن وكيله (الكتخدا) يضع فوق عمامته المجوزة ريشة كوزير مصر ، لأنه وكيل السلطان.
يمنح أمير الحج مائتا جمل من المال الحكومى ويشترى كذلك ألف جمل من ماله الخاص ولا يكفى ذلك فيمده أصدقاؤه بالعون فيتحصل له كذلك خمسمائة جمل حتى يبلغ عدد الجمال التى يملكها ألفى جمل لأن كل حجاج مصر فى حاجة إلى معونته ويمنح كذلك خمسمائة جندى من الأوجاقات السبعة دفعت أجورهم ونصفهم يحملون
__________________
(١) بياض فى الأصل.