وهؤلاء ممن تولوا المناصب ورغد عيشهم ، أما حينما عزلوا لعنوا وحقروا وساءت أحوالهم.
الموكب الثامن وهو موكب وصول مقرر وزير مصر
عندما يصل هذا المقرر إلى مدينة بلبيس فإنهم يرسلون الخبر حتى يتجهز الجميع للموكب. وفى ذلك اليوم يخطر كتخدا الباشا جاويشية الموكب ليكونوا على أهبة الاستعداد ، ويرسل وكيل مصروفات الباشا مطبخه إلى العادلية لتهيئة الولائم. وفى ذلك اليوم وفى تلك الليلة يكثر الهرج والمرج ويستأجر جميع أهل القاهرة الدكاكين حتى باب الناصر لمشاهدة الموكب. وفى صباح اليوم التالى يستأذن الكتخدا من الباشا للمضى على الموكب وفى معيته فرقة الموسيقى العسكرية وهى تعزف إحدى المقطوعات الموسيقية.
أما فى عهد إبراهيم باشا الكتخدا لأنه كان من اللازم إحضار من جاء بالمقرر السلطانى والخلعة الشريفة والسيف وسط مظاهر الأبهة والعظمة ، أمر الكتخدا بأن يحمل جميع أفراد فرقة الموسيقى العسكرية وأغوات قصر الباشا كامل أسلحتهم وعندما ذهبنا لم يكن معنا إلا فرقة الموسيقى العسكرية.
وعند مقدمنا بمرسوم التثبيت (المقرر السلطانى) نبه علينا بأن نقرع الطبول ، وفى البداية مر موكب التتار ، والدلاة ، والمطوعة ، والقائمون على خدمة موائد الباشا ، ثم موكب الصراجين ، وموكب مشاة المتفرقة ، وموكب رئيس البوابين ، وموكب الكتخدا.
ثم خرج كتخدا الباشا مع كتخدا الجاويشية جنبا إلى جنب وفى معيتهم رئيس المتفرقة والشهر حواله أفندى وأفندى الديوان وكتخدا البوابين وقد لبسوا جميعا الثياب المزركشة ومعهم صغارهم وقد لبسوا كذلك أفخر ثيابهم وطافوا داخل شوارع القاهرة وخرجوا من باب الناصر ، ولا وجود فى هذا الموكب لجندى واحد من جند مصر. وانتظر المصريون جميعا فى الدكاكين الصغيرة فى السوق السلطانية وعندما بلغ الموكب العادلية وقف من جاء بمرسوم تثبيت الباشا ـ بقطع النظر عن كونه بك اسطبل السلطان ، أو كتخدا بوابين ، أو أغا من أغوات الصدر الأعظم ـ للكتخدا وبعد أن صافحه بسط