يمنحون الكشوفيات إلى الكشاف المفلسين من مخزن يوسف وإدارة الروزنامجى وهذا سبب اتهامهم ومذمتهم. وعند خلع الباشا يطالب بسداد مال السلطان و «الترقيات». وعلى وزراء مصر أن يرفعوا أيديهم عن أوقاف الله ، وألا يتعرضوا لها وألا يأخذوا من هذه الأوقاف مالا. وكل ما عليهم هو الإشراف عليها وتعميرها لتحسن العواقب.
وعليهم كذلك ألا يثقوا فى كلمة مفسد وألا يقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق. وألا يكونوا عونا للمجرمين من طائفة جند «القاسمية وذى الفقارية» ومن والاهم وعليه محاسبة الإدارات الاثنتى عشرة فى كل عام ويحكم الرقابة عليهم.
وجملة القول أنه يجب على السلطان ألا يحاسب وزيره على الوسيلة وإنما على الغاية والنتيجة ، ففى المثل التركى : «إذا كنت سوف تعطى فأعط الحاشية لتعطى البك ليعطى الباشا».
وعملا بهذا المثل فأعط السلطان تسعة ولا تعطيه عشرة من خلال أتباع الوزير.
ولا تأت إلى مصر فى جند كثير ويكفيك أن تأتى فى ثلاثين أغا وثلاثمائة حارس وإذا عقدت العزم أن تحكم مصر بالحديد والنار وأحضرت عشرة آلاف جندى فإن ذلك قطرة فى محيط ، وذرة فى شمس. وإذا جئت بعشرين ألف جندى فلا تسكنهم فى المدينة فلا طاقة لولايتك بتحملهم لأن جميع قراها من مال الحكومة.
وجند مصر جميعا فى خدمتك ورهن إشارتك فاستخدمهم بسهولة ، وعامل الجميع بيسر واعتدال ، وإذا كنت من أهل التقوى والاعتدال وعاملت الناس بالحسنى ، فسوف يتحصل لك فى العام ألفا كيس وإذا ما زاد عدد القرى المحلولة يتحصل لك ثلاثة آلاف كيس وتأتيك هدايا سنوية تقدر بألف كيس. ولكن شريطة أن تبسط جناح رعايتك على أصحاب الشأن ورجال السيف وأهل الكرم والصادقين وأهل الوقار وتجزل لهم الصدقات ، وإلا امتلأت مصر بمن يتسلطون على العباد ويستبدون بهم. وينبغى عليك أن تعقد أواصر الألفة بينك وبين الأمراء وأغوات الأستانة ممن قضوا فترة طويلة فى خدمة أكثر من سلطان وتولوا أكثر من وزارة. وثمة بيت فريد يقول :
لو لم يكن الناس عالم بقلبه |
|
ينبغى عليه أن يعيش بقدر المستطاع |