وعلى بعد مائة قدم يتقدمهم من يصعد الدعاء المحمدى وردد جميع غزاة المسلمين «الله الله» تردد أصداؤها فى جميع أرجاء القاهرة. ومروا على هذا النحو ولكن بلا طبول ومر جاويشيتهم رافعين الأعلام.
ثم موكب الانكشارية يتقدمهم صغارهم وأطفالهم بوجناتهم الوردية ماشين وقد ازدهرت أرواحهم وابتسمت وجوههم ، ثم مرت فصائل الدّلاة ومن بعدهم رؤساؤهم المسنون وعلى رءوسهم القلانس كلها من الصوف المخيط بالذهب ، ثم مر مسنوهم وعليهم جلود النمر وعلى رءوسهم ريش الرخم.
ومن بعدهم مر متقاعدو الأوده باشية مدججين بالسلاح وعلى أكتافهم التروس المذهبة ، مروا حاملين بنادقهم الثقيلة ومن بعدهم مر مسنوهم أفواجا أفواجا رويدا رويدا يتوسطهم جاويشية الموكب والبوابون والسقاءون يرتدون سود السراويل.
وعلى بعد مائة قدم أمامهم صعّد داعى الدعاء الصيحات الإسلامية وردد الجند من أعماق قلوبهم الله الله هز دويها الأرض والسماء حتى استولى العجب والدهشة على جموع المتفرجين. ومضى الأبطال جميعا كأنهم الغزلان أو طاووس إرم وهؤلاء هم صفوة جيش المسلمين فكل جند المدفعية والجبه جية وجند مركبات المدفعية وفرقة موسيقى القلعة يمرون جميعا فى موكب الإنكشارية ومجموعهم ٧٣٣٨ من الجند الأشداء ولكن هؤلاء لهم قوة وشهرة عشرين ألف جندى.
وهؤلاء كذلك مروا بلا طبول مشاة رافعين أعلامهم الكبيرة وانتهى بذلك موكبهم أما إذا مضى مائتان أو ثلاثمائة مع قائد إلى الحرب فإنهم يقرعون الطبول.
مر كذلك جند مشاة الإنكشارية مشاة ثم تحرك موكب أغا الإنكشارية وأغا العزب يتقدمهم چورباجيه العزب على جيادهم يلبسون فرو السمور وأمامهم (جدا لرى) وخلفهم غلمان يلبسون حمر السراويل ، وعلى يمنتهم چورباجية الإنكشارية مضوا على جيادهم عليهم قباء فرو السمور والصوف أمامهم (جد الرى) وعبر جاويشيتهم القدامى ورؤسائهم ، وعلى يسرتهم العزب وعلى يمنتهم الإنكشارية ، مروا متحازين ورئيس الجاويشية بجانب الباشا وقد لزم موظفو بيت المال إدارتهم ، ومر فقط كتخدا العزب