ثم موكب رؤساء البوابين من ذوى الرتب وهؤلاء لطول مدة خدمتهم للباشا أصبحوا خاصته وندماءه ولذا وعدوا بدرجة أغا ومروا متحازين عليهم قباء فرو السمور وعلى رءوسهم العمائم البريشانية مثنى مثنى يتقدمهم رئيس البوابين وجنابهم وأغوات القصر وهؤلاء مروا عشرة عشرة أو عشرين عشرين وفى معيتهم الصراجون والخدام. إنهم سبعة وعشرون من رؤساء البوابين ومناصبهم أعلاها منصب «سردار» (أى أمير الجيش) يرقى إلى مسلم ثم إلى شهر حواله ، و «صاغ وزير كتخدا» (أى الوكيل الأول للوزير ، و «صول وزير كتخدا» (أى الوكيل الثانى للوزير) وله رتبة الشهر حواله ، «أغا الرسالة» و «أمين المخازن» و «أمين بيت المال» و «أمين الشعير» و «الحاصل خرج» و «وكيل الخرج» ، و «أغا السويس» ، و «أغا دمياط» و «كاتب الحواله» و «أغا رشيد» و «أغا الإسكندرية» و «أغا المنزلة» و «بك الإسطبل وأمين جمرك بولاق» و «أمين دار الضرب» و «ناظرها» و «المقابلة جى» و «الروزنامجى الصغير» و «أمين الدفتر» و «جاويش السلام» و «كبير رؤساء البوابين» و «أغا بنى سويف» و «أغا المنيا» و «أغا منفلوط» و «أغا جرجا» و «رئيس طائفة البوابين» و «كتخدا البوابين».
وهؤلاء الأغوات السبعة وعشرون لبسوا العمائم البريشانية وخلع السمور ومروا مثنى مثنى ، أعقبهم من مروا رافعين الطوغات والأعلام لابسين ثيابهم المزركشة ثم مرت تسع جنائب عليها سروج مرصعة بالجواهر ولها سلاسل من ذهب.
إنها جنائب يساوى كل منها خراج بلاد الروم ومرت بين الحين والآخر جنائب مثلها عليها من لبسوا العمائم المجوزة والسراويل الحمر وفى أقدامهم الخفاف الشركسية ثم مر أغا بكوات الإسطبل مع رئيس طائفة البوابين وعليهما العمامة البريشانى ومر الإثنان سيرا على الأقدام ومر كتخدا البوابين وأغا السلام على جواديهما أما أتباعهما فمروا مشاة وعلى رءوسهم العمائم البريشانية.
ومن بعبد مر موكب جند عزب مصر حاملين الأعلام الحمراء المنسوجة بالذهب يتقدمهم أطفالهم ثم كبارهم ثم فتيانهم ثم رؤساء مشاتهم وخدامهم وهم جميعا غزاة مدججون بالسلاح لبسوا جلد النمر وحملوا تروسا من ذهب وعلى رءوسهم ريش الصقور وكانوا يحملون بنادقا كأنها المدافع.