وكتخدا الإنكشارية متحازيين وكذلك أغا الإنكشارية ، وأغا العزب تلاهما صغار مدججين بالسلاح ، ثم تحرك ملازمو الإنكشارية وهم أربعمائة على رءوسهم القلانس المزركشة ذات الريش معلقين السيوف فى وسطهم ، ومضوا مشاة بلا بنادق ، ومن بعدهم شطار الباشا وهم فى ثياب مزركشة وفى يدهم الطبر وعلى رءوسهم خوذات مذهبة مروا على جانبى الباشا حاملين الطوغات ، وعلى رأس رئيس الشطار عمامة بريشانية ذات ريش ملكى ، وقام رئيس الشطار هذا بتوزيع ما فى جيوبه من عملات ذهبية وفضية صدقة على الفقراء ، ورئيس سقائى ركب الباشا على يمنته بسرواله الأحمر وقلنسوته المزركشة وحملة البنادق كذلك لابسين حمر السراويل والقلانس حاملين ذيل ثوب الباشا الذى ركب جواده مزين السرج بالجواهر ، وقد لف حول وسطه جعبة محلاة بالجواهر ولبس سروالا من المخمل وفى قدمه الخف الشركسى وعلى رأسه العمامة السليمية التى علق عليها ريشتين سلطانيتين ، وعلى يمنته ثمانية من الجلادين وعلى يسرته سار الصوباشى والمحتسب أغا وهما فى أبهى مظاهر العظمة والأبهة وعندئذ لوح الباشا بالسلام على يمنته ويسرته ووزع عطاياه على الفقراء والناس قاطبة الغنى منهم والشحاذ ، الشاب منهم والشيخ رفعوا أصواتهم بالدعاء له قائلين :
«حفظك الله يا والى مصر» ، «حفظك الله يا عزيز مصر» ، «حفظك الله يا متولى مصر» ، وفى أثر الباشا مضى خدمه فى ثيابهم المزركشة وفى أيديهم السيوف المرصعة بالجواهر وعلى رءوسهم القلانس الحمراء المزركشة.
وخلف الباشا كتخدا الباشا وافندى الديوان وهما فى قبائين من فرو السمور وعلى رأسهما العمامة البريشانية ، ويتلوهم اثنان وعشرون من خدام الباشا من أصحاب المراتب وغيرهم ، وهم جميعا على الجياد لابسين الطيلسان المحمدى ومر جاويشية القصر وسط أغوات القصر مصطفين حسب درجاتهم ثم مر رئيس موسيقى القصر مع أربعين من رجال فرقته ، ثم مر الخزينة دار ورئيس مؤذنى القصر جنبا إلى جنب ، ثم مر العلم واللواء وفرقة الموسيقى العسكرية يدقون الطبول كأنها الرعود ، ومن بعدهم مضى صراجو أغوات القصر ثم رئيس السقائين مع أكثر من سبعين من رجاله على جيادهم