وأمام سرادق الباشا ربطوا سوارى السفن حتى بلغ ارتفاعها ذروة السماء وعلقوا فيها ما يتراوح بين ٤٠٠٠٠ و ٥٠٠٠٠ قنديل فبددت أنوارها ظلام الليل إلى نهار.
وقدمت الهدايا إلى الباشا فى العادلية طيلة ثلاثة أيام وثلاث ليال وكانت الهدايا بالقدر الذى ينوء خدام الموكب عن حمله وقدم كل بك من البكوات جوادا ذا سرج مزين بالجواهر أما دفتر دار القائم مقام فقد قدم جوادين زين سرجهما بالجواهر وسلسلتين من ذهب. كما منح الباشا هدايا نفيسة أخرى.
وقدم أغوات الأوجاقات السبعة والأغوات الزنوج المصاحبون للسلطان وبكوات الشراكسة والروزنامجى أفندى وموظفو الإدارات السبعين والأمناء السبعون والكشاف السبعون والملتزمون الذين لا يحصون كثرة الجياد والطواشية وغير ذلك من الهدايا إلى الباشا. كما وزع كتخدا الباشا المنح والصدقات على خمسة وعشرين أغا من الأغوات أصحاب المراتب ورئيس من يسوسون الخيل ورئيس العكامين.
وجملة القول أن كلا من خدام الباشا ممن لهم لقب «باشى» أى الرئيس قدم المصريون إلى كل واحد منهم التحف والهدايا.
وكان جملة ما قدم إلى الباشا من هدايا مائتان من الجياد المطهمة ذات السروج المزدانة بالجواهر ومائتان أخرى سروجها عادية.
كما نال كل من الخمسة وعشرين من أصحاب المراتب جوادا هدية.
وعندما وصل أمراء الإسطبل العادلية قادمين من الصالحية كان الباشا والكتخدا مشغولين بتلقى الهدايا والنفائس.
وإذا ما تعرضت بالوصف للعادلية كما رأيتها لأصبح كتابى ككتاب ابن جرير الطبرى. وكانت جميع الضيافات والولائم فى العادلية طيلة ثلاثة أيام وثلاث ليال من صلب مال الباشا ، وهذا ما نص عليه قانون السلطان سليم. وتكلفت الولائم أربعين كيسا واشترى رئيس العطارين عنبرا بخمسة آلاف باره وعودا بألفى باره وحاسبه الدفتردار على ثمن ذلك. وهذا فى الواقع إسراف فى الإنفاق على الولائم. وكانت كل الأطعمة عبارة عن حلوى وطيلة الثلاثة أيام من أولها إلى آخرها ، ولم يشرب أحد ماء وإنما كان يشرب أنواعا من الشراب.