أما التحف والهدايا التى تقدم إليه بعد بلوغه القاهرة ، فتكون تبعا لإسم الباشا وما عرف عنه وجرأته فهم مهرة فى أعمال الطرافة والنقش. وما أن يرووا الباشا حتى يدرك إن كان عسلا أم سمنا. أما سما وله طبيعة الماء البارد. فإذا ما وضع على المحك. عرفوا عياره الذى يعاملونه تبعا له.
ثم يمر كتخدا الجاوشية ومعه مائتان من لا بسى العمائم المجوزة ، وثلاثة مائة من لا بسى ال «طاس» وهم جاوشيه. أصحاب مكر وسوء طوبه وقد شيّع كل واحد منهم أربعين أو خمسين باشا (ذوى منطق وعقل أرسطو).
وثم جاء رئيس المتفرقة بهداياه مثل كتخدا الجاويشية إلا أن جواده لم يكن له سلسلة من ذهب ولكن جميع هداياه فاخرة ومضى وفى معيته مائتان من مشاة المتفرقة حاملين خيامهم.
ثم كان الدور على رئيس التراجمة وهداياه أدنى درجة من سابقيه ومضى معه عشرة من الجلادين.
ثم خرج رئيس جاويشية الانكشارية ومعه مائتان من ملازمى الانكشارية وعلى رؤوسهم عمامة اللباد والصوف لاستقبال الباشا. إلا أن هؤلاء لا يقدمون أى هدايا للباشا. ولأن كل ملازمى الانكشارية يسيرون على الأقدام يتقاضون من الباشا ألف باره فى اليوم ورئيس الشاويشية يتقدم الباشا مترجلا ويتقاضى راتبا يوميا قدره ألف باره. ويمنح سقاء الانكشارية ثلاثمائة باره ـ كما ينال مشاة المتفرقة ثلاثمائة قرش.
وخامس من مضوا لاستقبال الباشا هو مسلمه وقد أعد كذلك من أجل الموكب ثلاثة أحمال من حمول الجمال ومضى ومعه الأحذية والخفاف الخاصة بأغوات قصر الباشا وقباء من فرو للباشا وكنانة وسيفا مرصعين بالجواهر وسراويل مخملية حمراء وعمامة سليمية وريشتان وحذائين شركسيين وسرج محلى بالجوهر وسلسلة من ذهب وعمود وجواد مطهم.
وكان كتخدا القائم مقام سادس من خرجوا لاستقبال الباشا وقد مضى ومعه جواد مطهم سرجه محلى بالجواهر.