الفصل الثانى والخمسون
الموكب السادس للأعياد طبق ما جاء فى قانون مصر
وهو موكب دخول الباشا مصر
سبق أن تحدثنا عن موكب الباشا هذا ، عند ذكر مواكب جند مصر وطرقاتها ورتبها وعدد أفراد فرقهم العسكرية ومرتباتهم السنوية إلا أننا سوف نذكر هنا ألزم لوازم الباشا فى هذا الموكب وكل أحواله.
يسمون هذا الموكب «موكب الاستقبال». وعندما يكون الباشا فى طريقه إلى مصر يمضى الچاويشية من ولاية إلى أخرى لحشد الجند من جميع الأرجاء قبل مقدم الباشا إلى مصر بشهر واحد ، فى مدينة القاهرة وذلك لاستعراض عظمتها وضخامتها ويحتشد مائة ألف من الجند يمثلون جيشا جرارا كأنه البحر.
وإذا ما تأخر وصول الباشا فإن الخلل يلحق بتجارة الشهر حواله (١). وألزم لوازم الباشا هى أنه يرسل السعاة واحد تلو الآخر إلى الشهر حواله ليعرفه بكل موضع يبلغه الباشا وموعد وصوله ويشد ذلك من أزره ومن أزر القائم مقام ويأمنان القيل والقال.
كما ينبغى أن يأتى مبعوث الباشا من غزة ليبلغه أن الباشا سوف يصل فى يوم كذا فى شهر كذا إن شاء الله الرحمن. وهذا من ألزم لوازم الباشا. لأنه فى ذلك اليوم يخرج جميع أغوات الأوجاقات العسكرية فى مصر حاملين الهدايا والخيام لاستقباله.
ويحضر كتخدا الجاويشية مع سرادق كبير ، ومعه على خمسن جملا محمله بماء النيل صندوق من سكر النبات ومائة وعاء تحمل الأشربة المتنوعة وكميات ضخمة من الفاكهة وعشرين جملا تحمل الخبز الأبيض الخاص والسوريك (٢). وما إلى ذلك من صنوف الطعام والشراب. بالإضافة إلى جواد مطهم عليه سرج مرصع بالجواهر وعنان ذهبى وسيف مذهب ذو حدين ودبوس مرصع وقباء مقصب وطواشى وثلاثة أكياس من النقد. ويهيئ كتخدا الباشا كل ذلك لاستقبال الباشا.
__________________
(١) الموظف المسئول عن إدارة الشئون البلدية بالمدينة.
(٢) السوريك نوع من الفطائر.