فتذكرت أن بعض البدو يجامعون التماسيح فطاش عقلى فأخذت عصا ، ودستها بين الرمل وبين ظهر أنثى التمساح وقلبتها إلى جانبها ولا عبتها ومضت إلى النيل وهى تنظر إلى ، وكان هذا حماقة منى ، وداومت على فعل ذلك ثلاثة أعوام ، وقد عرف عنى أهل عشيرتى فى الشلال ذلك ، وكنت إذا تخلفت يوما جاءت أنثى التمساح تبحث عنى ، إلا أننى كنت أخشى التماسيح الأخرى فما اقتربت من شاطئ النيل.
وفى كل مرة كانت تأتى أنثى التمساح إلى شاطئ النيل كانت تمح رائحة طيبة فكنت أملأ إصيصا بهذا الزيت وأبيعه بعشرة قروش طيلة ثلاث سنوات.
واتفق ذات يوما أن وصلت إلى جزيرة من جزر النيل ، فتبعتنى أنثى التمساح وخرجت إلى الجزيرة وتدحرجت ونفقت ، ورأيتها وهبط الليل فرأيت تمساحى وله وجه فتاة تشبه الشمس حسنا إلى أن جسده وذيله جسد وذيل تمساح إلا أن فرجها وأطرافها فرج وأطراف تمساح فطاش صوابى ، وربما كانت ابنة شيخ من شيوخ البدو فسحرت تمساحا ولكن لما نفقت بطل السحر ، لأن كل مخلوق يموت على صورته الأولى التى ولد عليها. ودفنتها فى تلك الجزيرة.
وكان بعض أهالى تلك الولاية حاضرين وشهدوا على ما قصه الحاج أبو جاد الله ففى تلك البلاد لم يكن جماع التماسيح وقتلها وتسمير جلودها على الأبواب أعمالا شائنة بل يعد ذلك شجاعة ما بعدها شجاعة ، ولا يعد شجاعا من لم يتعارك مع التمساح ، وجعل الحاضرون يتكلمون فى شئون أخرى وقالوا إنهم يزوجون بناتهم من يستطيع قتل التمساح والفيل ، فالتمساح تنين هذه البلاد ، وهو يلحق الأذى بأهلها فهو يختطف الناس والدواب عندما يشربون من النيل ، ويختطف كذلك الصبيان وهم يسبحون فيه.
سبب جماع الناس للتماسيح
وسبب انتشار جماع الناس للتماسيح فى تلك البلاد هو أن أغلب رجالها مصابون بالسيلان لقصر خصورهم ، ولكى يبرأوا منه يجامعون التماسيح ، وإذا ما جامعوها تحقق لهم الشفاء من هذا الداء ، والبعض ممن لا يجامعون التماسيح يجامعون الجوارى