الحبشيات السود ، وبذلك يشفون ، ولهن حرارة شديدة تجذب ما فى جسم الإنسان من منى وغيره.
حكمة الله فى ميزة التمساح
إذا ما وقع السفاد (١) بين التمساح وأنثاه على اليابسة ، باضت أنثاه بيضة فى حجم بيضة النعامة ، إلا أن هذه البيضة ليست مستديرة وهى منقوشة ، وتدفن أنثى التمساح بيضتها فى الرمال ، ثم تمضى إلى النيل ثانية ، وتأتى كل يوم لتشاهدها وبعض الإناث تبقى إلى جانب بيضتها. ومن شدة الحر ينضح بياض البيضة وفى اليوم الأربعين يخرج «الصقنقور» من المحة (٢).
أما البيضة المدفونة فى الرمال فيخرج منها تمساح ، ويصبح له غشاء فى أنفه فيستطيع أن يسبح فى النيل ، أما الصقنقور فليس له هذا الغشاء فيبقى على اليابسة.
وتبيض أنثى التمساح اثنتى عشرة بيضة بعضها تماسيح وبعضها صقنقور إلا أن الصقنقور ينزل الماء ويخرج منه ثانية وليس فى مقدوره البقاء فى النيل. ويسميه العلماء «سمكة الصقنقور» ، وما يتولد من هذا الصقنقور يسمى «الصقنقور البرى» وهو لا ينزل الماء ولا يشربه قط ، وإنما يبقى فى الرملة والصحراء. وقال عنه العلماء إنه عظيم النفع.
صفات الصقنقور
وللذكر منه ذكران وللإناث فرجان ، ويولد الصقنقور من فرجها الأيمن ، ويولد الضب من فرجها الأيسر ، (رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ) القصص : ٦٨. وبعض الناس يصطاده لأن أكله مقو للباه (٣) ويقطعون رأسه وذيله مثل ثعبان الترياق الفاروقى ، ويرمون الرأس ، والذيل فى الصحراء ، أما جذعه فيجففونه فى الظل ويسحقون مثقالا من لحمه مع مثقالين من العنب الأسود فى هاوون ، وإذا ما أكل على معدة خاوية
__________________
(١) السفاد : الجماع للحيوانات.
(٢) المحة : والماح : المادة الصفراء فى البيضة. وأجزاء البيضة على الترتيب : القيض (القشرة) ، والغرقئ ، والآح ، والماح.
(٣) الباه : الجماع.