أما نهر النيل فبتقدير العلى القدير وعلى حد قول بطليموس الحكيم فينبع من جبل القمر فى جنوب مصر من مسافة تقطع فى سبعة أشهر. ومنبعه اثنتا عشرة عينا عظيمة ، وهذه العيون الاثنتى عشرة تقع جنوب خط الاستواء ، وتصب فى بحيرة عظيمة كأنها البحر الخضم ، ويتفرع النيل من هذه البحيرة ويمر هذا الفرع فى شمال الإقليم الأول والإقليم الثانى حيث ولايات قرمانقه ، وققان ، وبلاد الفونج ، وبلاد البربر ، والنوبة ، وصاى فى أقصى حدود مصر الجنوبية حيث القلعة العظيمة التى يحرسها جند من الأوجاقات السبعة فى مصر وذلك بمسيرة شهرين يعبرها النيل ويخترق مدينة جرجا ، وولاية إسنا وأسوان ثم يمر من مدن المنشية طهطا وأبى تيج وأسيوط ومنفلوط ، وصنبو ، والمنيا ، والفشن ، وبنى سويف ، ويستغرق ذلك شهرا إلى أن يبلغ مصر أم الدنيا ، وعلى بعد خمسة أميال من مدينة القاهرة وفى الموضع الذى يسمى «بطن البقر».
أهم المدن الواقعة على فرع دمياط
أولا مدينة ميت غمر فى كشوفية المنصورة ، وقبالتها قصبة زفته فى أرض الغربية ، ومدينة المنصورة شرق النيل ، وقصبة سمنود فى الغربية ، ومدينة فراسكور شرق مدينة المنصورة ، ثم مدينة دمياط وهى ميناء عظيم فى الجهة الشرقية من ضفة النيل. ثم يبلغ النيل موضعا يسمى «مرج البحرين» حيث يصب فى البحر الأبيض وتختلط مياههما.
المدن التى يمربها فرع دمياط بعد تفرعه من «بطن البقر»
أولها محلة طنوب ، ومحلة بشير ، ومحلة أبى على ، وتقع هذه القرى فى أرض الغربية وكذلك محلة مالك ، ومحلة مطوبس ، ومحلة الأمير على ، ومدينة رشيد التى تقع فى أرض البحيرة. ويعبر النيل رشيد وتختلط مياهه بالبحر الأبيض فى الموضع الذى يسمى «مرج البحرين».
وهذه المدن السالف ذكرها تقع على جانبى نهر النيل وعددها مائة وستون مدينة. وحتى قلعة صاى وبمسيرة ثلاثة أشهر تقع ألف وثمانمائة قرية معمورة جميلة ، أما عدد القرى الواقعة على ضفتى النيل فالله أعلم بعددها الحقيقى.
وبحساب الفرسخ فإن طول النيل من منبعه حتى مصبه فى البحر الأبيض يبلغ ثلاثة آلاف فرسخ.