خلعة السمور على الدفتردار ركب الباشا جواده السريع وفى الطريق انضم إلى ركابه أمير الحج ودعى أمير الحج الباشا إلى مأدبة فى قصر على بك بحدائق الروضة ، وكان بها كثرة من المغنيين والعازفين والحواة والمصارعين واللاعبين بالألعاب النارية واللاعبين بالعرائس واللاعبين بالطيور واللاعبين بالعمد ، وجملة القول أن مائة وسبعين من هؤلاء اللاعبين قدموا عروضهم فى تلك الضيافة ونال كل منهم نصيبه من منحة الوزير.
ثم خلع الباشا خلعة من فرو السمور على أمير الحج وامتطى الباشا صهوة جواده.
وقبل وقت الغروب كان كل بك ينوب الباشا قد أقام وليمة للباشا كوليمة أمير الحج وأعطى كل واحد منهم الباشا مثلما منحه أمير الحج من هدايا ، وهى خمسة أكياس وخمسة من الطواشية وجواد مطهم مزين بالجواهر وبعض التحف ، كما منح كل بك منهم أحد عشر من أصحاب المراتب جوادا لكل منهم ثم تلقى هؤلاء البكوات النواب خلعة من فرو السمور لكل منهم من الباشا ، ثم عاد الباشا إلى أم القياس ليلا.
وفى تلك الليلة أقيم حفل ساهر استمر حتى مطلع الفجر. وفى الصباح قدم البك قائد الأمراء الكرام ورئيس تجارهم ، وأقام مأدبة عظيمة للباشا فى إحدى حدائق الروضة ، وأهدى الباشا خمسة أكياس وخمسة من الطواشية وجوادا مطهما سرجه مرصع بالجواهر وما شابه ذلك من نفائس ، وخلع عليه الباشا خلعة فاخرة.
وطيلة هذه الأيام الثلاثة ولياليها أقام البكوات المأدب للباشا وقدموا إليه هداياهم ونالوا منه خلع السمور.
وفى ذلك اليوم عفر رئيس فرقة الانكشارية وجهه على حافر جواد الباشا ودعاه إلى مأدبة فى «أثر قدم النبى» صلىاللهعليهوسلم لأنه عند إدارتهم ، ثم ركب الباشا سفينته وركب جميع الأمراء والأعيان وأعضاء الديوان وأصحاب الألقاب سفنهم تغمرهم البهجة والسرور وسبقوا سفينة الباشا وأطلقوا بنادقهم ومدافعهم ابتهاجا وأمر جميع البكوات موسيقييهم بالعزف وقرع الطبول حتى وصلوا بسفنهم إلى القياس فى ساعتين. وتناول الباشا الطعام فى مأدبة أغا الانكشارية وقدم إليه كيسا من الذهب وخمسة من الطواشية وخمس بنادق