التحية للباشا أثناء مرورهم أمامه ، وكانت السفن تمضى فى إتجاه الجيزة وكان الباشا يتأملها ليتبين أيهم أكثر زينة. وحتى مطلع الفجر كانت تطلق القذائف فى ضجيج وصخب فعمت البهجة كبهجة الحجاج.
وفى صباح اليوم التالى أرسل الباشا مئتين من أغواته يمضى كل واحد منهم إلى بك من البكوات وأغوات الأوجاقات السبعة وكبار رجال الدولة لدعوتهم إلى وليمة يقيمها الباشا وكان يوزع على كل أغا قادم عليه قماشا من صوف. وقدم أم القياس القاضى عسكر ونقيب الأشراف وشيوخ الإفتاء على المذاهب الأربعة والحاصل أن جميع كبار العلماء والصلحاء والمشايخ والأئمة والخطباء وأغوات الأوجاقات السبعة وجميع أعضاء الديوان والمشاهير ، أقيمت لهم مأدبة عظيمة يقال إنها تكلفت مائة كيس ، ودامت هذه المأدبة ثلاث ساعات بالتمام.
وبعد الفراغ من تناول الطعام قدم الشراب وماء الورد والبخور ، وخلع الباشا خلعا على أصحاب المناصب حسب رتبهم وكان يتم لهم التثبيت فى وظائفهم ، وغيرهم كان يسند إليه الكشوفيات.
ولأن قطع النيل هو رأس السنة منح الباشا جند الأوجاقات السبعة المشتركين فى موكبه خمسة أكياس مصرية. وقضى الباشا تلك الليلة فى قصر أم القياس كذلك. وبمناسبة رأس السنة أنعم الباشا بمنصب «بنشر أغا» على جميع الأغوات وخلع عليهم كذلك فاخر الخلع.
وفى هذا اليوم أقام كتخدا الباشا المأدبة ودعى إليها رؤساء كتاب السجلات ، وما أن فرغوا من تناول الطعام حتى خلع الباشا على الكتخدا خلعة من فرو السمور وقام الكتخدا بتحصيل مال الكشوفية للباشا ، وفى تلك الليلة من ليالى أم القياس زينت جميع القوارب والمنازل بالقناديل وهزت أصوات المدافع والبنادق الأرض والسماء هزا.
وفى صباح اليوم التالى أقام الدفتردار مأدبة إكراما لوزير مصر فى حديقة كنعان بك بجزيرة الروضة وكانت هذه المأدبة مأدبة عظيمة. وبعد الفراغ من تناول الطعام أهدى الدفتردار الباشا عشرة أكياس وعشرة من الطواعية وجوادا مطهما مزينا بالجواهر كما أهدى جوادا وبعض الهدايا لكل من أصحاب المناصب الرفيعة. وبعد أن خلع الباشا