وتتعالى أصوات جميع العلماء بحمد الله وشكر نعمته ويمضون جميعا إلى بيوتهم.
مناقب الشيخ السادات
هبط الشيخ السادات مصر قادما من بلاد المغرب عام () (١) ، وبينما كان منزويا فى خلوته اتفق أن النيل لم يفض فى عام من الأعوام ، فعم القحط والغلاء وانزعج أهل مصر أيما انزعاج وبسطوا رجاءهم إلى الشيخ السادات أن يدعو الله لهم ، وما أن بسط الشيخ أكف الدعاء حتى فاض النيل الذى لم يفض منذ عام ، وكان وفاء النيل ومنذ ذلك الحين يفيض النيل فى هذه الأيام ويفى النيل.
وفى ذلك الوقت دعى السلطان () (٢) الشيخ السادات إلى وليمة ، وملكه نصف مصر ، ولذلك يأتى أبناء السادات إلى هذا المكان للدعاء وإقامة الولائم ، حقا إنها ذرية عريقة.
ويسكن أم القياس شيوخها ، وثلاثمائة من أبناء مناديها. وفى كل ليلة يفيض فيها النيل بأى مقدار يجتمع خدام أم القياس ، وشيوخها ويسجلون على طبق من ورق بالزعفران مقدار ما ارتفع من مائه وما يسجلونه هو :
(بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أدام الله نعمته على سيدنا ومولانا المقام العالى الأعظمى مولانا الوزير كفيل الممالك الشريفة الإسلامية ، بالديار المصرية والأقطار الحجازية وما مع ذلك الملك المظفر أعز الله تعالى أنصاره بجاه محمد عليهالسلام الفقير إلى الله تعالى أولاد أبى سادات الأمناء على قياس النيل المبارك ، يبتهلون إلى الله تعالى بالأدعية الصالحة ، فى صحائف سيدنا ومولانا من يجيب الدعاء سرا وينهون أن الله تعالى زاد فى النيل المبارك يوم الأحد المبارك خامس جمادى الأول سنة سبع وثمانين وألف الموافق الثالث عشر من مسره أربعة أصابع صار ثمانية عشر ذراعا وتسع أصابع أنهى ذلك كذلك اللهم أنعم لنا خيرا).
__________________
(١ ، ٢) بياض فى الأصل.