وتلدغ بعضها البعض وانتفخت هذه الأفاعى إلى أن أصبحت الواحدة منها فى غلظ الذراع وغلقت جميع أبواب ونوافذ الحجرة وخرج الأطباء منها ، وبعد أربعين يوما أعادوا فتح الحجرة فإذا بالحيات وقد أصبحت كلها مثل حبال شديدة القتل وأصبح ما فى جوفها من عظام مثل البذور السود والرائحة المنبعثة منها أذهبت عقول الحضور.
ميزة أخرى للحية العجيبة
وهذه الأفاعى ذات الرءوس المستديرة كالجوز قطعها القصابون شطرين من نصفها وملحوا جلدها المختلف الألوان وعلقوها من رءوسها فى حبل ودفنوا أطراف ذيولها فى الأرض وتركوها على تلك الحالة أربعين يوما فاحمر لونها وتربست أجسامها فأخذوها مرة أخرى وحفظوها فى حقاق من رصاص بعيدا عن النمل الذى يتهافت عليها. فلحم الثعابين ولحم البشر غاية فى لذة طعمه.
لطيفة غريبة
رأيت فى صحراء «هيهات» قوم القالمون أكلة لحوم البشر ، إنهم يأكلون لحم موتاهم وقد خنقوا بعض أسراهم من النوغاى وأكلوا لحومهم إلا أنهم لم يذبحونهم حتى لا تتسرب دماؤهم فهم يخنقونهم ويطبخونهم ويأكلونهم. ويقولون إن ألذ اللحم لحم البشر والثعابين والخنازير كما يقولون إن إلية الخنزير وإلية البشر ألذ ما يكون طعما.
وواقع الأمر أن بين الترك من هم على مذهب القالمق ويعرفون ذلك حق المعرفة ، أما أنا فقد شاهدت ذات مرة أحدا يقبل حسناء فدبت فيه الحياة وشعر بمزيد من السرور فأدركت من ذلك أن لحم البشر لذيذ.
خلاصة القول أننى عندما قدمت مصر لم أجد شيئا يشبه الترياق الفاروقى فى الدنيا بأسرها.
وإذا اتفق أن دخل ثعبان برج الحمام فى بيت أحد وهاجم صاحب الدار فإنه ينطلق إلى أحد صيادى الثعابين ، وبالطبع يدفع إليه مبلغا من المال فيدخل البيت ويصيح صيحة وينفخ فى الصفارة المعلقة فى خصره وله صفير خاص فى فمه ، وعندما يتردد هذا الصفير تبدأ الثعابين فى الظهور من جميع الأركان وترفع رءوسها وترتمى على الصياد