وتهاجمه فيجمعها كلها فى مخلاته ، فتأمن هذه الدار شرها ، إلا أن الترياق الفاروقى لا يستخرج من تلك الثعابين بل يستخرج من نوع معين من الثعابين يوجد فى البرية.
وبالحديث عن الثعابين يطول كذبنا ولكنى أشهد الله أن هذا ما وقع ففى عام ١٠٨٥ اتفق أن كان أحمد أفندى إماما لجان بولاد زاده حسين باشا وقد اجتمعت الثعابين فى حجرته فأرجعته عنها. وبينما كان جواد الإمام يعتلف دخل ثعبان منخره فنفق وانتفخت جثته وأصبحت كجثة الفيل وتعذر نقله أو تنحيته جانبا فحفروا حفرة فى هذا الموضع ودفنوه فيها ، إلا أن الإمام لم يستطع العودة إلى داره وكنت قد التقيت ذات يوم بأحد صيادى الثعابين فمضيت به إلى حجرة الإمام وعندما وصلها أطلق صيحة عالية وشرع ينفخ فى صفارته وعندئذ خرجت خمسة أو عشرة ثعابين طويلة كل ثعبان فى غلظ الذراع وطول الباع ورفعت رءوسها وتجمعت حول الصياد فتعلق الناس أما أنا فهربت إلى مقر أفندى الديوان وأطللت من النافذة ، وربما هاجمت الثعابين الصياد ساعة إلا أنه فى النهاية وضع أحد عشر ثعبانا منها فى مخلاة وقال الحمد لله ومضى إلى سبيله وأمن القصر من الثعابين وعاد الإمام إلى حجرته.
حكاية أغرب الغرائب العجيبة
وبعد أيام عدة وصلنا ميدان الروملى ولعل الصياد باع أحد عشر ثعبانا للحواة بمبلغ عشرة فروش للثعبان الواحد والله أعلم ، وكل منها ضخم مخيف ولقد درب الحاوى هذه الثعابين عدة أيام فجعلها ترقص كالقردة فى ميدان الروملى ، ويا عجبا لما لهؤلاء الصيادين من سحر ، وربما كانت لهم كرامات كالأولياء والله أعلم. والعجيب فى ذلك أنها مسخرات يعجز عنها الوصف وبينما كان الحواة يرقصون ثعابين الإمام اندفع أحد هذه الثعابين ولدغ طفلا فى قدمه ، واتفق أن كان فى هذا المكان وفى تلك اللحظة درويش سعدى فامتص السم من موضع لدغة الثعبان فى قدم الطفل وبصق السم وفى الحال تخلص قدم الطفل من السم ، بيد أن هذا الدرويش لم يقر قراره فقال : يا حى يا قيوم وسلام على نوح فى العالمين وشوى الثعبان الذى لدغ الطفل لأكله وعلى