وكل هذا العناء والمشقة والخوف من أجل الحصول على مثقال من هذا الدواء ، وكل أعضاء الثعبان المطبوخة ليست فاروقا وهم يلقونها أو يمنحونها للفقراء ليأكلونها والبعض يلقون بها فى الأراضى الخربة.
لطيفة مرغوبة من أجل طائفة الجماع
أتفق أن وزع يخنى الثعابين على أحد العاجزين جنسيا ولما تناوله هذا الرجل جامع زوجته خمس أو عشر مرات ، ولما لم يكتف بذلك تأذت منه زوجته وشكته إلى المحكمة فى الصباح قائلة : إنى لا أحتمل هذا الألم والعياذ بالله ، فقال آكل لحم الثعابين إنه جامعها عشر مرات ، فأصلح قاضى العسكر ذات بينهما على عشرين مرة وكان معظم من استمعوا إلى هذه الشكوى يتعاطون حساء الأفاعى فدعوا الله قائلين : اللهم يسر.
وجملة القول أنهم يسحقون لحم ظهر الثعابين فى هواوين من الخشب حتى تصبح على هيئة معجون أبيض ويزنون هذا المعجون ، وعندئذ يسمونه قرص الأفعى ، وهو معجون أبيض يصفونه بمناخل ضيقة ويخلط قرص الأفعى والعسل الصافى بأوزان معلومة.
وفى كل عام تطهى ثلاثة قدور كبيرة من الترياق الفاروقى فيهدون وعائين إلى السلطان ووعاء إلى الباشا وآخر للصدر الأعظم وشيخ الإسلام فى اسطنبول وكبير الأطباء وقاضى عسكر مصر ، وما يتبقى يحفظه ناظر قلاوون على أنه وقف خيرى ويصرف منه إلى المرضى طريحى الفراش فى مستشفى قلاوون ، وبذلك يصل هذا الترياق الفاروقى إلى بلاد الترك والعرب والعجم والفرنجة وجميع الأقاليم السبعة.
وبهذه الكيفية كان يطبخ هذا الترياق مرة واحدة فى مصر فى العام ولكن عندما زرتها أمر كبير الأطباء فى مستشفى قلاوون وهو أستاذ جهبذ بطبخه ثلاث مرات فى العام.
ذكر ميزات حية الصفى
كانت أفاعى الصفى التى سلف الحديث عنها تربو على الألف وللمدرسة التى يصنع فيها الترياق الفاروقى باب يفضى إلى حجرة صغيرة من زجاج وقد مدوا حبالا غليظة من ركن إلى ركن فى هذه الحجرة ثم قام كبير الأطباء بربط ذيول الأفاعى البيض بخيوط من الحرير الأحمر وعلقها فى تلك الحبال فجعلت هذه الأفاعى تتلوى بعنف