تكية قدم النبى عليهالسلام
فى عام ١٠٧٤ أقام إبراهيم باشا الدفتردار من فرط محبته للرسول صلىاللهعليهوسلم قبة شامخة تناطح الجوزاء أنفق عليها خمسين كيسا من صلب ماله لقدم النبى صلىاللهعليهوسلم كما أقام بجوارها جامعا عظيما يعجز اللسان عن وصفه. كما أقام قصرا عاليا يطل على ميدان الجريد.
إنها تكية عظيمة مزينة بالصّفّات وجامعها الجميل له سقف منقوش مربع يقوم على ستة أعمدة من الرخام الأبيض ، ومحرابه جميل خال من الزخرفة ومنبره من الخشب الأحمر المنقوش. وأرض الجامع مفروشة بالبسط الحريرية النفيسة ، كما يزدان الجامع بالثّريّات الفاخرة الجميلة. وأمام المحراب حديقة ذات أزهار أما مساحته فمائة قدم فى مثلها. وعلى باب قبلته لوح ذهبى عليه تاريخ بخط التعليق باللون الأزرق وهو :
(أصبح الجامع كالجنة ، تم بناؤه عام ١٠٧٧ وأصبح جامع إبراهيم باشا دار سلام).
وفى الجانب الأيمن داخل الجامع باب يفضى إلى قبة قدم النبى صلىاللهعليهوسلم فى صيوان وداخله ماء الورد وجميع الزوار يمرغون وجوههم على أثر قدمه صلىاللهعليهوسلم على الحجر :
تعال إن روضة النبوة أثر هذه القدم |
|
مرغ وجهك على قدمه |
والقبة من الداخل مكسوة من أولها إلى آخرها بالقيشانى وفيها خطوط مختلفة لمهرة الخطاطين ولى أنا كذلك خط كتبته وقد نقش إبراهيم باشا كذلك طفراء على لوح مذهب وكأنها سحر مبين ، وفى الصواوين نفائس عظيمة وعلى باب القبة تاريخ هو :
فى هذا المقام الرائع أثر قدم المصطفى صلىاللهعليهوسلم
وغبارها كحل لعيون الكائنات
كل من مرغ وجهه على تلك القدم مخلصا
كان النور منه فى ظاهره وباطنه
ولقد أرضى هاتف الغيب وبذلك أصبح تاريخه
حقا إن أثر قدم المصطفى يشرح الصدور
سنة ١٠٧٧