السلم وكانوا
يتوضئون بمائها ، وآثارها ظاهرة الآن للعيان ومن الحرم العظيم إلى القبة التى
تتوسطه تشبه الكعبة وتحت تلك القبة حوض شافعى وعلى يسرة هذا الحوض نخلة عظيمة لا
نظير لها فى أرض مصر. وبأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم حينما جنى تمر المدينة لوحظ أن تمرها من هذا التمر.
وحرم الجامع مرصوف
بالرخام الأبيض من أوله إلى آخره. وللحرم كذلك مقصورتان وله منارة عجيبة بديعة لا
وجود لها فى بلاد الإسلام وهى مربعة الشكل ومن ثلاث طبقات وهى فى الجهة الشمالية
للجامع تطل على الطريق. والصعود فى جميع المنارات من داخلها أما هذه المنارة فتصعد
من الخارج وذلك بفضل براعة المعمارى الذى بناها. والمؤذنون يصعدون إليها من الخارج
وهى من ثلاث طبقات وارتفاعها مائتا قدم. حتى إن فارسا من فرسان رضوان بك أمير الحج
صعدها على جواده وهى ليست غليظة إلى هذا الحد ولكنها من عمل معمارى ماهر.
كيف يكون السماع كالمشاهدة؟
إن الوصف يعجز
عنها وينبغى مشاهدتها ، وهى أعلى من كل المنارات وفى ذروتها بدل العلم علم من
النحاس على هيئة القارب يقولون إنه طلسم ويقول بعض أهل العلم إن النيل طغى ماؤه
حتى بلغ هذه المنارة ، وهذا أمارة على غرق مصر على ما يزعمون. إنها الآن عجيبة
تشاهد.
وعلى يسرة جدار
الحرم كتبت البسملة وطولها أربعون قدما وخطها بديع وكل ألف فيها بطول ثمانية أذرع
وذيل حروف تلك البسملة مرتفع وهو سحر مبين وهى على الجدار مصقولة مجلوة وتبدو
كأنها كتبت لتوها وقد كتبها (الفقير أحمد القره حصارى) عام ٩٣١. وجامع ابن طولون
وبسملته التى كتبها «قره حصارى» لهما الشهرة بين الرحالة من العرب والترك والعجم.
وفى الجدار
المجاور لهذه البسملة كتبت (و) كلمة (والله) بقلم غليظ اتساع ثلاثة أشبار وهى (و)
مستديرة طولها عشرة أذرع وهذا قلم له إعجاز السحر. وعلى يمنة باب قبلة الحرم بسملة
أخرى وهى كذلك مثل البسملة الأولى إلا أنها مكتوبة بخط أبيض