النبى صلىاللهعليهوسلم فى المنام. فكان ذلك سببا فى إقامته لهذا الجامع. ومن يشاهد هذا الجامع يظن أنه قلعة لأن جدران أركانه الأربعة وجدرانه ومتانتها ليست لقلعة من القلاع. إنه جامع عظيم مربع الشكل يرتفع جداره أربعين ذراعا وكأنما فى حجم الكعبة الشريفة. ومحرابه طبق ما أمر به الرسول صلىاللهعليهوسلم ولذلك أصبح قبلة ، وهى قبلة مساوية لكل المواقيت ، وبما أنه موضع نظر الرسول صلىاللهعليهوسلم فله روحانية خاصة. وهو كعبة الفقراء لأنه معبد قديم. وقد جاءت أوصافه فى تواريخ القبط. ويسمون أرضه فى التواريخ القديمة «الأرض الحمراء القصوى» ويسمون جبله «جبل الكبش» ولكن حينما ضرب عمرو بن العاص ـ رضى الله عنه ـ الحصار على مدينة الفسطاط وأقام بنو يشكر خيامهم فى هذا الموضع المسمى بالفسطاط فسمى هذا الجبل «جبل يشكر» وكان اسمه من قبل «جبل الكبش» ولما شيد أحمد بن طولون قلعته عليه عرفت بقلعة الكبش. ذلك أنه فى أيام القبابطة كان ثمة طلسم من نحاس لكبش وكان وجه هذا الكبش متجها نحو جبل الأهرام بالجيزة. ولما كانت سوق الغنم فى هذا الموضع سمى الجبل «جبل الكبش» وهذه السوق باقية إلى اليوم فى ذلك الموضع. ولما كان موسى عليهالسلام راعيا كان يرعى غنمه فى ذلك الموضع وفى الموضع الذى كان يصلى فيه محراب هذا الجامع. كما كان فيه كذلك مقام موسى عليهالسلام والخضر.
وقد رأى أحمد بن طولون النبى صلىاللهعليهوسلم فى المنام وهو يقول له :
«يا أحمد أقم جامعا فى موضع مقام أخى موسى» ، ونزولا على أمره صلىاللهعليهوسلم فى الموضع الذى كان موسى يناجى فيه ربه فوق جبل يشكر وهى أثر قدم موسى عليهالسلام بنى أحمد بن طولون جامعه. إنه معبد قديم وفى محرابه وقت الصلاة يستجاب دعاء الدنيا والآخرة. ومن باب قبلة هذا الجامع حتى بابه الغربى مائة وعشرون قدما أما عرضه فمائتا قدم. وداخل الجامع من ناحية القبلة تسعون عمودا عليها قباب حجرية ذات روافد منأعلاها إلى أسفلها. وفى الجوانب الأربعة للحرم العظيم عقود حولها مائة عمود وبين الروافد مائة وستون لوحا زجاجيا. وللجامع ستة أبواب ومن باب القبلة الكبير يصعد بسلم له ثمانى عشرة درجة. وكانت مياه بركة الفيل تنصب فى أصل هذا