وارتفاعه ستة وسبعة أقدام. وبناء على هذا الإحصاء يكون الدواليب تسعة آلاف دولاب وهى مكتظة بالكتب وفيها حاجيات طلاب العلم من مأكول ومشروب وغير ذلك. ولا يخلو هذا الجامع من اثنين أو ثلاثة آلاف ضرير من حفظة القرآن الكريم ، ولهم فى مباحثهم فى العلم أصوات تلقى فى القلب الخشوع.
وخارج الحرم ساحة مرصوفة بالبلاط الأبيض ومساحتها طولا وعرضا مائة وخمسون قدما والحرم مرصوف بالرخام الأبيض المصقول والحجر المجلو. وإذا ما هطل غيث الرحمة فإنه يملئ الصهاريج الموجودة أسفل هذا الحرم وتمتلئ هذه الصهاريج من ماء النيل بما يحمل أربعون ألف جمل ، وذلك ضمن أوقاف الجامع. وداخل الحرم فى ثلاثة مواضع فوهات آبار وكأن هذا الصهريج بحر من الماء الزلال.
وعلى جوانب الجامع أربعة وخمسون رواقا أى مقر لخمسين قوما من بلاد مختلفة وحقيقة الأمر أن فى كل رواق من أروقتها جمع من العلماء المسلمين من بلد إسلامى ولا علم لسكان أى رواق بلغة أهل الأروقة الأخرى ولا أحوالهم فكل منهم مشغول بالخاص من شأنه. أما فى وقت الصلاة فكأن اليوم يوم الحشر والعظمة لله. وهم يحملون حاجياتهم ويجددون وضوءهم ويؤدون الصلاة ثم يعودون إلى الاشتغال بالعلم وحتى الآن لم أسمع فى الأزهر كلاما بذيئا. وكلما وجدت فى الأزهر نسيت علائق الدنيا ودخلت فى حال آخر وطابت نفسى. والأزهر ممتلئ بعلماء مصر وفى مائة وسبعين موضعا يلقى العلماء دروسهم.
ورواق الأتراك نظيف ويسكنه جميع الأتراك وجميع من يسكنون الأروقة يميلون إلى رواق الأتراك وله أوقاف عظيمة ، ورواق العراقيين ورواق المغاربة غير نظيف. وفى أروقة الأندلس والفونجستان والكردستان وأروقة التتار وداغستان والعجم وغيرها من الأروقة الخمسين طلاب العلم. وهم يدرسون جميع العلوم الغريبة والعجيبة كل يوم. وما يسمى بالأروقة فى الجوانب الأربعة من الجامع مائتان وخمسون عمودا من الرخام الأبيض. وبناء على هذا الإحصاء فهذه الأعمدة أربعمائة عمود. وفى داخل الجامع وخارجه اثنا عشر ألف قنديل تنار كل ليلة ولا تمس حاجة الطلبة إلى الشمع. وعندما