الشهداء وقد دفن فيه سبعة آلاف صحابى ، وهذا ثابت. وفى الجانب الأيسر من هذا لجامع موضع زيارة مربع يسمى «مقام الأوتاد» وله محراب آخر وبالقرب من المحراب على لوح من الرخام الأبيض المربع مساحته ثلاثة أشبار تاريخ مكتوب بخط جلى وهو :
أتما بنى التمام المكان الشريف سنة ثلاثة وثمانين عمّر العبد الفقير إلى الله تعالى إبراهيم بن عمر لمجلى لتاج أكابر تاج الحوض الشريعة عفى الله عنه الجامع عمرو بن العاص ـ رضى الله عنه ـ البروق سبع بوابل بيع لوجه الله غفر الله تعالى له ولوالديه ولجميع المسلمين صلى الله عليه وعلى سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين).
وقد رمم هذا الجامع بيرام باشا حينما كان واليا على مصر. وكتب على لوحة نحاسية على يمنة المنبر تاريخ يتألف من خمسة وأربعين بيتا. والمصراع الذى يحمل تاريخ ذلك هو : بينما كان اثنان يسيران قالا إحياء أثر الأصحاب الراشدين سنة ١٠٣٢.
عجائب جامع عمرو بن العاص
وفى داخل هذا الجامع عجائب وغرائب. ففى داخل باب القبلة أمام المنبر عمودان من رخام ويزعم الناس أن العاصى النجس إذا شاء أن يمر بين هذين العمودين لم يمر. أما إذا كان تقيا مر. وبعض ضخام الجسم يمرون من بين هذين العمودين كالصاعقة وبعض من نحلت أجسامهم لا يمرون.
ويحكى حاجب الجامع أنه ذات يوم أراد خادم لأحد بكوات القاهرة أن يمر إلا أنه انحشر بين العمودين ولم يمر وحينئذ أمسك جميع الحاضرين بذراعه وهم يصيحون وعندما أخرجوه ثانية عجبوا لحاله ولا يعلم أحد ماذا حدث وخرج الرجل خارج الجامع وغسّلوه فى طرفة عين داخل الجامع وبعد صلاة الجمعة صلى عليه صلاة الجنازة مئات آلاف من المصلين. يا لها من حكمة عجيبة.
إن هذا الجامع ليس مزخرفا كالجوامع الأخرى وله أكثر من مائتى خادم وفى جوانبه الأربعة ثمانية وسبعون رواقا للفقراء. وحوله أرض خربة.
جامع أزهر القائد ـ أى الجامع الأزهر
بناه السلطان المعز لدين الله المغربى الفاطمى عام ٣٥٨ وذلك بيد المملوك المسمى