والحبشة وماى بورن ، والنوبة ولغات هذه الأجناس منطوقة وليست مكتوبة. وسوف أكتب بإذن الله عن جميع أجناس الناس وأحوالهم فى مصر فى حينه.
باب زويلة
فى عام ٤٨١ عندما وزّر حسين القائد مجدد عمائر مصر ابن المعز لدين الله الفاطمى بعد أمير الجيوش أبو النجم بدر الجمالى وزير المستنصر بالله العباسى ، انهدم الجانب الجنوبى للقلعة التى أقامها جوهر القائد ؛ فألحق بها قلعة ركينة ، وبقيت تلك الأسوار مطمورة فى الرمال ناحية قايتباى. وباب زويلة من بناء أمير الجيوش بدر الجمالى سالف الذكر فى ذلك العصر وإلى كتابتى هذا التاريخ كان قد مر عليه إحدى وخمسون سنة ، ولم أر فى سياحاتى بابا متقن الصنع مثله.
وعندما كان أمير الجيوش يبنى هذا الباب كتب طلسما عظيما فلم يصنع له مصاريع قط ، وكان يبقى على الدوام مفتوحا. ومن الحجر الأسود الموجود فى عتبته إذا ما دخل مدينة مصر أحد ماشيا أو راكبا للسرقة أو القتل أو الثورة بحكم هذا الطلسم ذلت حوافر فرسه وسقط على عرفه وهلك وإلا خرج جواده من الباب وهو حرن ولذلك لم يحتمل دخول لص أو باغ ولا ثائر وعلاوة على ذلك الطلسم فإن موسى ـ عليهالسلام ـ التقى بالخضر فى هذا الموضع المطلسم. والآن هو مزار يسمى «قرقلر مقامى» أى مزار الأربعين. وحتى عهد خلافة الملك الكامل ناصر الدين محمد كان طلسم باب زويلة نافذ الأثر ، وذات يوم أراد الملك الكامل أن يقهر المجرمين فى الجامع الأزهر داخل القاهرة وبينما كان يدخل من باب زويلة حرن فرسه ولما حثه سقط على عرفه وسقط فى الرمال فدخله شديد الغضب ، فأمر بإراقة دماء مائة كبش على عتبة باب زويلة ، وبذلك أفسد الطلسم ونزع الحجر الأسود من عتبته وجعل للباب مصراعين وأصبح يفتح ويغلق مثل سائر الأبواب ، وهو الآن ذو مصراعين من حديد.
وفى المرة الثالثة عام ٥٦٦ بنى السلطان يوسف صلاح الدين القلعة الداخلية والقلعة العليا ، وفى عام ٥٦٦ كان بهاء الدين قره مونلى الأسدى أميرا طواشيا عظيما وخشى سلاطين دمشق فوسع للمرة الرابعة بناء القلعة حتى بلغت ٣٩٣٠٠٠ ذراعا هاشميا.
* * *