الفصل الرابع والعشرون
أوصاف الأحياء والقصور العالية وغير ذلك من البيوت
بناء على ما سلف ذكره ، وبناء على ما ذكره الغزالى عن مصر أم الدنيا ففى مصر ٧٤٠ حيا للمسلمين ، وفيها ٧٨ قصرا لسلاطين السلف ، وإن اللسان ليعجز عن وصف كل منها ؛ فعلى شط بركة الفيل قصر السلطان قايتباى ، وفى قلعة الكبش قصر السلطان جاولى. وأسفله قصر محمد بك ، وقبالته قصر نذير أغا وقصر رضوان بك أمير الحج ، وقصر يوسف بك أمير الحج الأسبق ، وقصر الشيخ السادات ، وقصر بيقلى محمد بك ، وقصور نوالى محمد بك ، وعباس أغا وبلتاجى محمد أغا ، ورمضان أغا ، وشعبان باشا رئيس المتفرقة ، وبكر افندى قائد الانكشارية ، وكنعان بك ، والشيخ البكرى ، وحاجى باشا ، واوزبك بك ، ومسعود أغا ، وعلاوة على هذه القصور ٣٢٠٠٠ بيت للمسلمين.
أما القبط فلهم ٢٠ حارة و ٦٠٠ منزل وعددهم ٩٠٠٠ قبطى يدفعون الخراج ويحصله أمين البحرين.
واثنتان وعشرون جماعة يهودية تشكل حارة واحدة ، وشوارع اليهود ضيقة مما يجعل من المتعذر مرور جمل منها أو فرس ، وهم يهود معتزلون وبيوتهم من خمسة أو ستة طوابق ، وعلى بعد خمسين قدما من حارة اليهود أبواب عليها حراسة وجملة أسواق اليهود فى حارتهم ولا حاجة بهم إلى مكان آخر ، وتقوم فرقة من الانكشارية بمراقبة اليهود فى حارتهم على الدوام. وعدد اليهود ٦٠٦٠ نسمة يدفعون الخراج.
وهناك أربع حارات للأروام وحارتان للأرمن ومجموع سكان الروم والأرمن ٣٠٠٠ نسمة يدفعون الخراج. والنصارى من التابعين لبلدان أوربا أو الدولة العثمانية فيتراوح بين ٦٠٠٠ ـ ٧٠٠٠ نسمة ، ولا وجود لغجر الأروام. أما جميع أهل مصر فهم قوم فرعون ، وعلى حافة البركة حارة لنصارى أوربا ، وفيها مراكز لقناصل سبع دول أوربية بها ٣٠٠٠ من نصارى أوربا ولا يؤدى واحد منهم حبة قمح من الخراج.
وجملة القول أن هناك اثنتان وسبعون ملة ، ومائة وأربعون لغة تدور على الألسنة وإضافة إلى وجود عشرين ملة للنصارى فى مدينة مصر فإن هناك أجناس أخر كثيرة مثل المغرب ، والأندلس ، وافنو ، ودونقلا ، والبربر ، والفونج ، وقرمانقة ، وبغه نسكى ،