والإمام الليث وعمرو بن الفارض وأبو السعود الجارحى لأنها أحياء متباعدة عن مصر. كما أن باب الخرق وباب الشعرية وهما من الأبواب العالية من بناء أمير الجيوش بدر الجمالى وبذلك يكون محيط مصر المحروسة ٤٣٠٠٠ ألف قدم والسلام.
أما ضواحى مصر الجنوبية والشرقية والشمالية فقد أصبحت أسوار القلعة فيها خندقا لتراكم القمامة. لقد كانت قلعة معمورة فى عهد صلاح الدين لكن فى بعض مواضعها بدلا من الخنادق فى أطراف المدينة كانت البرك تجرى فيها مياهها مثل بركة الأوزبكية والناصرية ، وكانت البرك بمثابة الخنادق. وعلى حافة هذه البرك كانت هناك الأبواب سالفة الذكر ، وفى كل ليلة كان يتجول فيها الحراس والبوابون والصوباشية ومحافظو القلعة والقواسون وهم يوصدون جميع الأبواب. ففى مصر من الفلاحين واللصوص وأتباعهم والمجرمين ما لا وجود لمثلهم فى بلد آخر.
بيان البوابات فى مدينة مصر السفلى
ومن شرور هؤلاء اللصوص أقيمت أبواب من طبقة أو طبقتين فى أركان مدينة مصر وأقام أعيان مصر الطنف (١) على الأبواب وكانت كواتها مطلة على الطريق ومن هذه النوافذ يطلقون السهام والرصاص على اللصوص. وفى كل زاوية باب مقام وبوابو هذه الأبواب جميعا يخضعون للصوباشى وبموجب دفتره فإن عدد الأبواب التى يقفون حراسا عليها ستة وعشرون ألف باب. ويدخل فى هذا الإحصاء أبواب مدينة بولاق ومصر القديمة. وهذه الأبواب كلها توصد بعد العشاء ولا يستطيع أحد أن يخرج منها. ومفتاح هذه الأبواب يبقى أمانة عند شيوخ الحارات. والبوابون يستندون إلى عصيهم الطوال الغلاظ خلف هذه الأبواب ويتناوبون على حراستها ذلك أنه إذا ضاع شئ من هذه الحارة يسأل عنه البواب ويوقع عليه العقاب ونظير هذه الحراسة يتقاضى البواب راتبا من أهالى الحارة.
__________________
(١) السّقيفة تشرع وتبنى فوق باب الدار ونحوها للوقاية من المطر. والجمع : أطناف ، وطنوف.