فبلغنا «باب القرافة الوسطى» ومضينا أمام قبر الطويل وتقدمنا خمسمائة قدم صوب الجنوب فبلغنا «باب القرافة الكبرى» وهو باب خشبى كبير متجه إلى الشرق ومنه يكون المضى إلى الإمام الشافعى وعمرو بن العاص ، ثم مضينا خمسمائة قدم أسفل أسوار القلعة المسماة قره ميدان فبلغنا «باب الفارض» وهو كذلك باب خشبى يتجه إلى الشرق ، ثم مضينا خمسمائة قدم صوب الشرق فبلغنا «باب الجمالين» وهو باب خشبى يتجه نحو الشرق وهو أسفل قصر الباشا بالقرب من ميدان قواق ، وبهذا الباب يكون قد تم عدد الأبواب الموجودة فى جهات القاهرة الأربع.
وقد أدركنا التعب ومع ذلك مضينا من أسفل أسوار قلعة قره ميدان وصعدنا الأكمة من «باب المطبخ» وخطونا من خندق القلعة وتجولنا داخل القلعة الداخلية وهى حجرات الانكشارية. حتى إذا بلغنا «باب النظامية» نكون قد خطونا ألفىّ قدم. وعندما اقترب وقت الغروب دخلنا باب النظامية وعدنا إلى مسكننا وقد خارت قوانا.
وعلى هذا يكون طول أسوار ضواحى القلعة لمصر السفلى خمسة عشر ألفا وخمسمائة قدم. وواحد وعشرون باب قلعة ، وعدد أبراجها ثلاثمائة وأربعون برجا وسبعة آلاف متراس. أما أبواب القلعة التى بلا أسوار فعددها سبعون بابا من الخشب عليها أسوار ومزاغل.
وفى الصباح تسلحنا وبلغنا «باب الناصر» على صهوة جيادنا وهناك ترجلنا ثم خرجنا من باب الناصر وباب الفتوح حتى وصلنا إلى جانب قيون ومنها بلغنا جامع الظاهر بيبرس وبعد ذلك بلغنا قنطرة الأوزبكية ثم قنطرة الليمون. وبذلك نكون قد قطعنا ضاحية عظيمة يبلغ طولها عشرة آلاف قدم.
وجملة القول أن مناطق القلعة ذات الأسوار وأبواب ضواحى القلعة التى بلا أسوار وابتعادنا عن القلعة بعشرة آلاف قدم يكون محيط عمائر مدينة القاهرة ٤٣٠٠٠ قدم وانتيهنا من ذلك فى يوم واحد بعد الظهر. واستغرق سيرنا سبع عشرة ساعة. أما ما ذكر سلفا عن القلاع الداخلية وقلعة الباشا فمما يدخل فى هذا الإحصاء. ويخرج من هذا الإحصاء مدينة بولاق ومصر عتيقة ومصيف السلطان قايتباى وحى الإمام الشافعى