ماءها أميل إلى الملوحة وأثناء محاصرة الغورى كان جميع منفى القلعة الداخلية يشربون منها. والآن بعض الناس يشربون من بئر يوسف ولكن لا حاجة إلى ذلك. ففى أسفل القلعة الوسطى سبيل ويستقى منه اثنى عشر ألف سقاء. كما يوجد سبيل على باب الأغا ومنه يستقى الماء أربعون ألف سقاء. وفى الشيخ «سارى» كذلك فى سوق القلعة الداخلية صهريج «اكوز محمد باشا» ويغترف منه الماء بمقدار عشرين ألف حمل جمل. إنه وقف عظيم وفى كل عام تحمل هذه المياه على ظهور الجمال وتمتلئ الصهاريج والحمام وصهريج فى وسط القلعة يقوم على مائة عمود وهو صهريج عظيم كأنه البحر. وعند الحصار يأتى من بئر يوسف والنيل مائة ألف حمل من الماء محملة على الجمال عدة مرات.
قناطر السلطان الغورى فى مصر القديمة وأعدادها
لم يكتف السلطان الغورى ـ رحمهالله ـ ببئر يوسف. وفى عام ٩٠٠ بذل همته فى توفير الماء لأهل القلعة الداخلية والقاهرة. ورصد من صلب ماله ألف كيس من الدنانير حسبة لله ، وأقام ساقية أمام جزيرة الروضة كأنها القلعة ويبلغ طولها ثمانين ذراعا ، ويسحبون الماء من الأرض إلى قمتها بالخيول ، وتقوم الثيران بإدارة دواليبها من خمس جهات لتستمد الماء من النيل ، ويصل الماء إلى الأحواض خلال القناطر ويبلغ سواقى القلعة الداخلية وتمر فى ثلاثمائة وثلاث عشر قنطرة ومن هذه القناطر ما تنخفض بمقدار ثمانين باعا ، ومنها قناطر يبلغ طولها خمسين باعا فى بعض أجزائها. وفى أراضى منخفضة حوالى مائة قنطرة مسدودة الفوهات.
عدد دواليب ساقية قلعة قصر الباشا
يتدفق ماء النيل أسفل القلعة الداخلية من خلال هذه القناطر ويملأ الآبار العظيمة ثم تسحب السواقى الماء فى الآبار الكائنة أسفل قصر الباشا. ولقصر الباشا عدة سواق أخرى ، وهى كذلك تسحب الماء. ويتدفق الماء من ساقية الباشا إلى الينابيع وحديقة أغوات الداخل والأحواض وينابيع الأسواق وعيون القلعة الداخلية. ولقصر الباشا ثلاث سواق تجلب الماء له من النيل. وفى قلعة القصر ساقيتين للنيل. إحداهما ساقية تحت