جوسق إبراهيم باشا والأخرى تجاه مقر محافظ المدينة. أما هذه الساقية ذات العيون الأربع فتجرها ثمانية ثيران ، أما الماء الذى تسحبه سواقى الطبقة الوسطى فيتدفق إلى إدارة العزب والاسطبلات وبعض الينابيع. أما السواقى السفلية فماؤها أجاج وماؤها يمضى إلى بعض الجهات وتوجد ساقية خلف مقر مرشدى الباشا فى قره ميدان أى الميدان الأسود وفى حى رؤساء الإسطبل وعند جامع عمرو بن العاص ، لكنها أعمق من السواقى الأخرى ، هى ملك للحكومة. كما أن بئر يوسف ، وجميع السواقى الكبرى ذات العيون الخمس ، وسواقى مقر العزب ، والطبقة الوسطى ، وساقية قصر العزب التى يصل ماؤها إلى أساس جامع السلطان حسن ملك للحكومة كذلك. والحاصل أن عدد دواليب جميع السواقى ستة وثلاثون دولابا وجميعها فى إحدى عشرة محلة. ولكن أكبرها فى مصر القديمة وقلعة الباشا.
وكل هذه الخيرات للسلطان الغورى وينفق عليها فى العام مائتا كيس ولها مائتان وخمسون ثورا ، ومائتا خادم وأمين ساقية وموظف جورباجى من فرقة الانكشارية ، إنها خيرات عظيمة فليس فى مصر أعز من الماء لأن النيل يبعد عن القاهرة بمسيرة ساعة. ولكن لا نفع لمصر السفلى من مياه قناطر الغورى فجميع مياهها تذهب إلى القلعة الداخلية ولكن لا حاجة بمصر السفلى إلى مياه تلك القناطر لأن مصر السفلى تقع فى أرض منخفضة فتكثر الآبار فى كل منزل وسوق وقصر عال.
بيان بجميع الآبار فى مصر السفلى
بينما كان بيرام باشا واليا على مصر حتى عهد السلطان مراد الرابع عام ١٠٣٧ أرسل السلطان فرمانا إلى بيرام باشا وعلى بك الجرجاوى ورضوان بك أمير الحج أمرهم فيه على عمل إحصائية عن مصر. وبناء على إحصاء كمال باشازاده ودفتر الغزالى قاموا بإحصاء كل ما فى مصر من عمائر وجوامع ومساجد ومدارس ، وبعد أن عرضوا هذا الإحصاء أشاروا إلى قلة الماء وأفادوا أن فى القاهرة وبولاق ومصر القديمة ٢١٧٤٠٠٠ بئر و (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) الأنبياء : ٣٠ وماؤها جميعا مالح وماء جميع