أحدهما إلى الشرق والآخر إلى الغرب ، وصورة هذا الطائر على عملة فضية بولندية. ولا فرق بين الصورتين إلا أن الصنعة هى السحر المبين ، وللطائر لسانان ، فإذا عصفت ريح الشمال ، خرج صوت حزين من لسانه فى رأسه الملتفت إلى الشرق وهذا صوت مخيف وهو صوت نسر. وإذا ما اشتد عصفها خرج من لسان الطائر الملتفت إلى الغرب صوت يثير الرعب وهو صوت اللقلق. أما اللسانان فى هذين الرأسين فأحدهما من النحاس والآخر من الصلب وقد نظرت فيهما وأمعنت النظر فوجدت أن طرف هذين اللسانين من الداخل يشبه السكين ، فإذا عصفت الريح حركت اللسانين وكلا اللسانين يطلقان الصوت على هذا النحو فى الريح وفى غير ذلك من الرياح فصوته كصوت العقعق والعقاب. وتحت كل جناح من جناحيه ثقب وإذا ما أدخل الإصبع فيه خرج صوت مخيف وبطن الطائر كبطن رجل بدين وكأن تحت ريشه ثقبا يتسع لليد. وفيه ورق يحمل خاتما يحمل صورة لجندب البحر. وإذا هبت رياح الشمال صدر منه صوت مهلك.
وبعض الأصدقاء سموا هذا الطائر «أوليا جلبى الطائر الذى حط». إنه على الدوام طائر مطلسم عجيب يستحق المشاهدة وهو ظاهر للغادى والرائح من باب العزب وهو معروف لدى أهل مصر جميعا. وعلى رأس هذا الطائر كتابة من ثلاثة أسطر ولم أر مثل هذا الخط فى بلد من البلاد إلا فى بلغراد عند نهر الطونه على حافة حوض متروك فى خندق قلعتها ويقرر علماء مصر أن مثل هذا الطائر له صفير خاص لا عهد لهم به فى طيور مصر. إنه ليس طائر اللقلق فى مصر ما فى ذلك شك وليس البومة ولا الصقصغان ولا غيرها .. ويا لها من حكمة عجيبة.
طلسم العقرب
وفى القلعة التى سلف ذكرها عقرب إلا أنها إذا لدغت أحدا لم يصبه أذى وبعد عدة ساعات يشفى من ألمه وهى طلسم ديوان السلطان قلاوون العتيق ويقع فى نهاية أربعة وأربعين عمودا ولعلها كانت فى أسوان فى الربع المسكون وهذا الطلسم طلسم هذه الأعمدة.