وخارج القلعة لا وجود إلا لمقر محافظ القلعة والكتخدا والإمام والمؤذن وزاوية ومخزن وصهاريج الماء ومقر محافظ القلعة من طائفة الانكشارية وهو فيها ليل نهار. وخارج خزانة البرج هذه بنى سور ركين للقلعة من طابق أمام جامع قلاوون. كما أقام على جانبيه برجين شامخين ، وثمة برج عظيم هو برج المهترخانه ، وهو من عشرة طوابق ، ويقيم بداخله جميع أفراد المهترخانه ، وثمة برج آخر يطل على قصر إبراهيم باشا ، وهو يسمى باسمه وهو برج متين ركين وطوله ألفا قدم. وثمة برج آخر هو برج المخزن وهو كذلك مواجه للقصر. وبرج آخر مسدس الشكل فوق بئر يوسف ، وهو كذلك مواجه لقصر الباشا.
وجملة القول أنها سبعة أبراج قبابها مكسوة بالرصاص ولكل منها أربعون أو خمسون مدفعا وكلها تطل على قصر الباشا حتى إذا أعلن أحد العصيان عليه أوردته مدافع القصر موارد الهلاك.
وبناء على هذا الإحصاء ينتهى الحديث عن القلاع المنفصلة ذات الثلاثة طوابق فى مصر.
ولقد حشد إبراهيم باشا فى هذه القلعة الداخلية ثمانية آلاف جندى انكشارى ورمم وأصلح حجراتها ودبر أمور مكة والمدينة وأحصى جميع أوقاف الله وأنفق المال السلطانى فى وجوهه وأسند وزارة مصر إلى «كوزلجه قاسم باشا» ومضى إلى الأستانة. وكان بين باب الوزير والقلعتين مسافة أقام فيها «كوزلجه قاسم باشا» سورا وأنشأ باب قلعة ولذلك يسمون هذا الموضع «باب الوزير» وصنع بابا حديديا يصعد ويهبط بمائة قدم ويسمى «دمر قپو» أى الباب الحديدى. وعلى اليمين باب قلعة منفصلة من طابق واحد ، والصعود والنزول يكون من بين أسوار القلعتين .. وثمة باب قلعة من طابقين من الحديد. يفضى هذا الباب إلى ميدان سوق القلعة. إنه ميدان وسيع وتقف فى هذا الميدان خيول أعضاء الديوان. وفى جوانبه الأربعة دكاكين وفى هذا الموضع سور قلعة من طابق واحد. إنه سور مزين مزخرف وله باب حديدى متين من طبقتين ويسمونه «طوب اتان باشا قبوسى» أى باب الباشا الذى يطلق المدفع. وهناك سور قلعة متين يقع بين برج «المهترخانه» وجامع قلاوون ومنه تطل جميع المدافع السلطانية على الميدان.