ولكن فى عهد السلطان سليم وزّر أول ما وزّر خيره بك وكان ذلك عام ٩٢٣ وقد دام حكم خيره بك خمس سنون وشهرين واثنين وعشرين يوما وتوفى فى عهد السلطان سليمان وأسندت الوزارة إلى «بلاق مصطفى باشا» ثم أسندت إلى أحمد باشا الخائن. ولما شغل السلطان سليمان بحرب المجر اغتنم أحمد باشا الفرصة وفكر فى الاستقلال بحكم مصر وحشد حوله جميع الشراكسة الذين نجوا من حرب السلطان سليم وشق عصى الطاعة وأعلن التمرد والعصيان. ولما نمى الخبر إلى السلطان سليمان بعث إليه بجيش فى البر والبحر كما أرسل الوزير الأعظم إبراهيم باشا «المقتول» فى ثلاثمائة من سفن الأسطول العثمانى. ولكن جرى قضاء الله بألا يكون الحظ مواتيا فاشتد عصف الرياح فاضطر الوزير الأعظم إبراهيم باشا إلى الناحية البرية وحشد عتاده من جديد وعندما قدم مصر فى جيش عظيم أقام العدل فى الناس وأخذ على يد الظالمين. وعمت الثورة أعيان الديوان فى مصر وكذلك الأشراف وكبار الأعيان وقالوا : يكفينا ما أصابنا من بلاء فى حرب السلطان سليم ولا يجب أن نحارب من أجل خيانة أحمد باشا هذا. نحن لا نريده. وقبضوا على أحمد باشا الخائن وصلبوه على باب زويلة وعاد الاستقرار والطمأنينة إلى مصر.
أوصاف قلعة نارن والقلاع الأخرى
قدم إبراهيم باشا مصر وقد قال جلالى مصطفى چلبى تأريخا : هو وزير عادل عمّر مصر ، لكنه حكم سنة واحدة عام ٩٣١ ، وأقام قلعة إضافة إلى القلعة الداخلية. وهى الآن تسمى قلعة السلطان سليمان. والقلعة التى أقامها إبراهيم باشا تتوسط قلعة صلاح الدين وهى قلعة فخمة جميلة على شكل مربع ، تزدان بها المدينة وهى تضيف للقلعة المناعة ومحيطها ثمانمائة قدم. وهناك برجان يطلان على الناحية الغربية وبينهما باب حديدى من طبقتين وفى ركن منها بنى برج شامخ من عشرة طوابق يشبه برج «غلطه» ولا يستطيع مهندس آخر أن يبنيه ، وهذا البرج كثير الزخارف وفى أركانه مزاغل ، وقبته عظيمة الارتفاع مكسوة بالرصاص الأزرق ولا وجود فى هذا البرج إلا لمال السلطان وكله تحت الأرض. وما يحصله الدفتردار من مال يضعه فى هذا البرج.