التقاطع. وتسمى كذلك جبل بجاميم وكان يسكنه فى الزمان الخالى قوم بجميم وهذا الجبل يمتد من مصر إلى طرفها الجنوبى على بعد مسيرة أربعين مرحلة من أسوان وتمتد سلسلة من الجبال بين جبال الأهرام وجبل المقطم ويمر من بين هذه الجبال نهر النيل.
إقامة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب شادى الكردى
قلعة مصر
فى عام ٥٧٢ كان يوسف صلاح الدين وزيرا للخليفة نور الدين الشهيد فى دمشق. ودخل الأسبان الملاعين مصر من مضيق دمياط فى وقت فيضان النيل بألف سفينة ، واستولوا على المنصورة وبدأوا فى نهب وسلب جوانبها الأربعة. فتظلم خلفاء العباسيين من مصر نور الدين الشهيد فأمّر نور الدين صلاح الدين يوسف على ثمانين ألف جندى ليدخل مصر ولما بلغ مصر أباد الكفار جميعا. ولأنه انتصر فى المنصورة سميت المدينة بالمنصورة وكان اسمها قبل ذلك «ريحان» ثم خلص دمياط وقلعة «التينة» من المغيرين. ولما قدموا مدينة مصر ساملين غانمين كانت الثورة تعم مصر ولما كان صلاح الدين رجلا مسعودا مدبرا جعلوه خليفة عليهم. وسمع بذلك نور الدين فاستعدى صلاح الدين إلى دمشق فاختلق صلاح الدين مختلف المعازير فلم يمض إلى دمشق. ولم يضرب السكة ولم يذكر اسمه ولا اسم سيده فى دمشق فى الخطبة بل جعل الخطبة تتلى باسم العباسيين. وفى تلك المرة اشتد استياء نور الدين من صلاح الدين وهذا ما عرفه صلاح الدين ولشدة مخافته منه أقام قلعته الداخلية حول القاهرة فوق جبل المقطم ، أحاط جوانب المدينة الأربعة بسور طوله تسعة وعشرون ألفا وثلاثمائة ذراع. وأنشأ مدرسة بالقرب من ضريح الإمام الشافعى. وحارب كفار الفرنجة ثانية في مرج العيون وانتصر عليهم. وفى ذلك الوقت توفى نور الدين الشهيد فى دمشق فأغار عليها من مرج العيون واستولى على جميع خزائنها وكنوزها وضم دمشق إلى ملكه واستقل بمصر ملكا عليها وانصرفت همته إلى تعمير مصر. حتى أصبحت مصر أم الدنيا كأنها عروس. وجاء بعد صلاح الدين سبعون ملكا كذلك وكل منهم عمّر مصر وهى الآن شوق الملوك.