الفصل التاسع عشر (١)
ذكر موكب عسكر مصر
عند قدوم الباشا للمرة الأولى إلى مصر يخرج أهلها لاستقباله تعظيما له وترحيبا به ، ويصطفون أمام إدارة العادلية ، وفى البداية يرسل الباشا جنوده إلى المدينة ويلزم كل بيته ويلبسون أحسن ثيابهم ويواجهون الموكب ، ويقوم الصوباشى مع ثلاثمائة من الحراس وخمسون جلادا بتمهيد الطريق من باب النّصر وهم يفسحون الطريق وينظفونه حتى يعبروا.
ويمر الفرسان مع رجال بريد الباشا وفرسانه ثم يمر موكب الولاة والمطوعة حاملين أنواع الأعلام وعليهم ثياب من جلد النمر والفرو وتاج من فرو السمّور ، ويمر بعد ذلك موكب الجاشنكير (٢) والكلاجيان أى المسئولين عن المخازن معا ويسيران جنبا إلى جنب وبعد ذلك يمر موسيقو الخيمة و (السراجين) ثم جنود المتفرقة حاملين أسلحتهم وعلى رءوسهم الخاص من عمائمهم وكل موكب يمر يحمل ما لديه من أسلحة ، وبعد ذلك يتوقف مرور جند الباشا وبعد ذلك يمر موكب جاويشية مصر. والجميع يلبسون فرو السمّور وعلى رءوسهم العمامة المعروفة بالمجوّزة وفى أيديهم عمد من الفضة الخالصة وعلى خيولهم المطهمة والسروج الفضية والغدارّة ويمرون وعلى رءوس جيادهم الزينة ثم بعد ذلك يمر جنود المطوعة بعمائمهم المزركشة وفى أيديهم الأعلام الحمر ومعهم صبيانهم من حملة الصاجات ويقرعون الطبول أمام أغواتهم ، ثم بعد ذلك حملة البنادق ويمرون ، ثم موكب () (٣) وأفراده جميعا يحملون كل أسلحتهم ويرتدون أفضل ثيابهم. وفى أيديهم أعلامهم يرفعونها. وحملة الصاجات على جيادهم وهم يقرعون طبولهم ، ويأتى الدور على موكب جنود المتفرقة وهم فى فاخر ثيابهم ويتقدمهم عشرون أو ثلاثون ممن يلبسون الجبة ذات الفرو والجوشن (٤) قارعين الطبول. ثم يمر أغوات الفرق متحازين. ثم يمر أغا الانكشارية مع رئيس العزب ثم يمر مرتدى الثياب الصوف
__________________
(١) هكذا فى الأصل.
(٢) الجاشنكير : فرقة من الجنود مكلفون بمهمة مراقبة جودة الطعام.
(٣) بياض فى الأصل.
(٤) الجوشن : الدرع.